للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٧٠-[طيب لحم أجراء الكلاب]

ويقال: ليس في الأرض فرخ ولا جرو ولا شيء من الحيوان أسمن ولا أرطب ولا أطيب من أجراء الكلب. وهي أشبه شيء بالحمام، فإنّ فراخ الحمام أسمن شيء ما دامت صغارا من غير أن تسمّن، فإذا بلغت لم تقبل الشحم، وكذلك أولاد الكلاب.

وقال الآخر: [من البسيط]

وأغضف الأذن طاوي البطن مضطمر ... لوهوه رذم الخيشوم هرّار «١»

الأصمعيّ قال: قال أعرابيّ: أصابتنا سنة شديدة، ثم أعقبتها سنة تتابع فيها الأمطار فسمنت الماشية، وكثرت الألبان والأسمان، فسمن ولدان الحيّ، حتّى كأنّ است أحدهم جرو يتمطّى!

٣٧١-[تدرّج أبي دلامة في طلبه]

أبو الحسن قال «٢» : قال أبو العبّاس أمير المؤمنين لأبي دلامة: سل! قال: كلبا.

قال: ويلك! ما تصنع بالكلب؟! قال: قلت أصيد به. قال: فلك كلب. قال: ودابّة.

قال: ودابّة. قال: وغلاما يركب الدابة ويصيد. قال: وغلاما. قال: وجارية. قال:

وجارية. قال: يا أمير المؤمنين! كلب وغلام وجارية ودابّة، هؤلاء عيال، ولا بدّ من دار. قال: ودار. قال: ولا بدّ لهؤلاء من غلّة ضيعة. قال: أقطعناك مائة جريب عامرة ومائة جريب غامرة. قال: وأيّ شيء الغامرة؟ قال: ليس فيها نبات. قال: أنا أقطعك خمسمائة جريب من فيافي بني أسد غامرة. قال: قد جعلنا لك المائتين عامرتين كلّها، ثمّ قال: أبقي لك شيء؟ قال: نعم، أقبّل يدك. قال: أمّا هذه فدعها. قال: ما منعت عيالي شيئا أهون عليهم فقدا منه؟! «٣» .

<<  <  ج: ص:  >  >>