للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب في مديح النصارى واليهود والمجوس والأنذال وصغار الناس]

من ذلك ما هو مديح رغبة، ومنه ما هو إحماد [١] .

أنشدنا أبو صالح مسعود بن قند الفزاريّ، في ناس خالطهم من اليهود: [من الوافر]

وجدنا في اليهود رجال صدق ... على ما كان من دين يريب [٢]

لعمرك إنّني وابني عريض ... لمثل الماء خالطه الحليب

خليلان اكتسبتهما وإني ... لخلّة ماجد أبدا كسوب

وقال أبو الطّمحان الأسديّ، وكان نديما لناس من بني الحدّاء وكانوا نصارى، فأحمد ندامهم فقال [٣] : [من الطويل]

كأن لم يكن في القصر مقاتل ... وزورة ظلّ ناعم وصديق [٤]

ولم أرد البطحاء أمزج ماءها ... بخمر من البرّوقتين عتيق [٥]

معي كلّ فضفاض القميص كأنه ... إذا ما جرى فيه المدام فنيق [٦]

بنو الصّلت والحدّاء كلّ سميدع ... له في العروق الصالحات عروق [٧]

وإني وإن كانوا نصارى أحبّهم ... ويرتاح قلبي نحوهم ويتوق


[١] الإحماد: مصدر أحمده، أي وجده مستحقا للحمد.
[٢] يريب: يحمل على الريب.
[٣] الأبيات لطخيم بن أبي الطخماء الأسدي في الكامل للمبرد ١/٢٦ (المعارف) ، و ٥٧- ٥٨ (الدالي) . ومعجم البلدان ٣/١٥٧ (زورة) . والبيتان الأول والثاني في معجم البلدان ١/٤٠٥ (البرووقتان) .
[٤] زورة: هو زورة بن أبي أوفى: موضع بين الكوفة والشام، أو موضع بالكوفة. معجم البلدان ٣/١٥٧.
[٥] البطحاء: موضع بعينه قريب من ذي قار. معجم البلدان ١/٤٤٦. البروقتان: موضع قرب الكوفة، معجم البلدان ١/٤٠٥؛ وفيه «برووقتان» بواوين.
[٦] في الكامل «قوله:
معي كل فضفاض القميص»
؛ يريد أن قميصه ذو فضول، وإنما يقصد إلى ما فيه من الخيلاء» . الفنيق: الفحل المكرم من الإبل.
[٧] السميدع: السيد الكريم السخي الموطأ الأكناف.

<<  <  ج: ص:  >  >>