للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مروان بن محمد: [من الكامل]

وإذا تجنّن شاعر أو مفحم ... أسعطته بمرارة الشيطان

وقال ابن مقبل [١] : [من الطويل]

وعندي الدّهيم لو أحلّ عقالها ... فتصعد لم تعدم من الجنّ حاديا

وقد صغّر «الدّهيم» ليس على التحقير، ولكن هذا مثل قولهم: «دبّت إليهم دويهية الدهر» .

١٨٢٠-[أحاديث الفلاة]

وقال أبو إسحاق: وأما قول ذي الرّمّة [٢] : [من الطويل]

إذا حثّهنّ الرّكب في مدلهمّة ... أحاديثها مثل اصطخاب الضّرائر

قال أبو إسحاق: يكون في النّهار ساعات ترى الشّخص الصّغير في تلك المهامه عظيما، ويوجد الصّوت الخافض رفيعا، ويسمع الصّوت الذي ليس بالرّفيع مع انبساط الشّمس غدوة من المكان البعيد؛ ويوجد لأوساط الفيافي والقفار والرّمال والحرار، في أنصاف النّهار، مثل الدّويّ من طبع ذلك الوقت وذلك المكان. عند ما يعرض له. ولذلك قال ذو الرّمّة [٣] : [من الطويل]

إذا قال حادينا لتشبيه نبأة ... صه لم يكن إلا دويّ المسامع [٤]

قالوا: وبالدّويّ سميّت دوّيّة وداوية، وبه سمّي الدوّ دوّا

١٨٢١-[عزيف الجنان وتغوّل الغيلان]

وكان أبو إسحاق يقول في الذي تذكر الأعراب من عزيف الجنان، وتغوّل الغيلان: أصل هذا الأمر وابتداؤه، أنّ القوم لما نزلوا بلاد الوحش، عملت فيهم


[١] ديوان ابن مقبل ٤١٢ (٢٨٨) ، والعمدة ٢/١٦٨، ومجمع الأمثال ١/١٥٦، ٣٧٩، وبلا نسبة في الرسالة الموضحة ٦٠.
[٢] ديوان ذي الرمة ١٦٩٦.
[٣] ديوان ذي الرمة ٧٩١، والتهذيب ٥/٣٤٩، والجمهرة ١٤٥، وبلا نسبة في اللسان والتاج (صهصه) .
[٤] في ديوانه: «أي إذا سمع نبأة فشبهت عليه. والنبأة: الصوت الخفي. قوله: لم تكن إلا دوي المسامع؛ أي لم يكن إلا أن يسمع في المسامع دويّا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>