للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٨٩-[تعليم البراذين والطير]

والبرذون يراض فيعرف ما يراد منه، فيعين على نفسه. وربّما استأجروا للطّير رجلا يعلّمها. فأمّا الذي رأيته أنا في البلابل، فقد رأيت رجلا يدعى لها فيطارحها من شكل أصواتها.

٧٩٠-[اختراع الطير للأصوات واللحون]

وفي الطّير ما يخترع الأصوات واللّحون التي لم يسمع بمثلها قطّ من المؤلّف للحون من النّاس؛ فإنّه ربّما أنشأ لحنا لم يمرّ على أسماع المغنّين قطّ.

وأكثر ما يجدون ذلك من الطّير في القماريّ، وفي السّودانيات، ثمّ في الكرارزة [١] . وهي تأكل الذّبّان أكلا ذريعا.

٧٩١-[اللّجوج من الحيوان]

ويقال إن اللّجاح في ثلاثة أجناس من بين جميع الحيوان: الخنفساء، والذّباب، والدّودة الحمراء؛ فإنّها في إبّان ذلك تروم الصّعود إلى السّقف، وتمرّ على الحائط الأملس شيئا قليلا فتسقط وتعود، ثمّ لا تزال تزداد شيئا ثمّ تسقط، إلى أن تمضي إلى باطن السّقف، فربما سقطت ولم يبق عليها إلّا مقدار إصبع، ثمّ تعود.

والخنفساء تقبل قبل الإنسان فيدفعها، فتبعد بقدر تلك الطّردة والدّفعة ثمّ تعود أيضا، فيصنع بها أشدّ من تلك ثمّ تعود، حتّى ربما كان ذلك سببا لغضبه، ويكون غضبه سببا لقتلها.

٧٩٢-[اعتقاد المفاليس في الخنافيس]

وما زالوا كذلك، وما زالت كذلك، حتّى سقط إلى المفاليس أنّ الخنافس تجلب الرّزق. وأنّ دنوّها دليل على رزق حاضر: من صلة، أو جائزة، أو ربح، أو هديّة، أو حظّ. فصارت الخنافس إن دخلت في قمصهم ثمّ نفذت إلى سراويلاتهم لم يقولوا لها قليلا ولا كثيرا. وأكثر ما عندهم اليوم الدّفع لها ببعض الرّفق. ويظنّ بعضهم أنّه إذا دافعها فعادت، ثمّ دافعها، فعادت، ثمّ دافعها فعادت- أنّ ذلك كلما كان أكثر، كان حظّه من المال الذي يؤمّله عند مجيئها أجزل.


[١] الكرارزة: جمع كرّزي، هو الصقر والبازي «القاموس: كرز» .

<<  <  ج: ص:  >  >>