للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لله درّك من أخي ... قنص أصابعه كلابه [١]

١٥٠٨-[أحاديث وأخبار في القمل]

وفي الحديث أن أكل التفاح، وسؤر الفأرة، ونبذ القملة يورث النّسيان [٢] .

وفي حديث آخر أنّ الذي ينبذ القملة لا يكفى الهمّ.

والعامة تزعم أن لبس النّعال السود يورث الغمّ والنسيان.

وتناول أعرابيّ قملة دبّت على عنقه، ففدغها ثم قتلها بين باطن إبهامه وسبّابته، فقيل له: ما تصنع ويلك بحضرة الأمير؟! فقال: بأبي أنت وأميّ: وهل بقي منها إلا خرشاؤها؟ يعني جلدتها وقشرتها وكل وعاء فهو خرشاء.

١٥٠٩-[المأمون وسعيد بن جابر]

وحدثني إبراهيم بن هانىء، قال: حدّثني سعيد بن جابر، قال: لما كادت الأجناد تحيط ببغداد من جوانبها. قال لنا المخلوع [٣] : لو خرجنا هكذا قطربّل [٤] على دوابنا، ثم رجعنا من فورنا، كان لنا في ذلك نشرة [٥] ، قال: فلما صرنا هناك هجمنا على موضع خمّارين، فرأى أناسا قد تطافروا [٦] من بعض تلك الحانات، فسأل عنهم، فإذا هم أصحاب قمار ونرد ونبيذ، فبعث في آثارهم فردّوا وقال لنا: أشتهي أن أسمع حديثهم، وأرى مجلسهم وقمارهم. قال: فدخلنا إلى موضعهم، فإذا تخت النّرد قطعة لبد، وإذا فصوص النّرد من طين، بعضه مسوّد وبعضه متروك، وإذا الكعبان من عروة كوز محكّكة، وإذا بعضهم يتكئ على دنّ خال وتحتهم بوار قد تنسّرت [٧] . قال: فبينا هو يضحك منهم إذ رأيت قملة تدب على ذيله، فتغفّلته وأخذتها فرآني وقد تناولت شيئا، فقال لي: أي شيء تناولت؟ فقلت: دويبّة دبت


[١] القنص: الصيد.
[٢] تقدم الحديث في ١٤٦.
[٣] المخلوع: هو الخليفة محمد الأمين، وانظر الخبر في ربيع الأبرار ٥/٤٨٠- ٤٨١.
[٤] قطربل: اسم قرية بين بغداد وعكبرا ينسب إليها الخمر وكانت متنزها للبطالين وحانة للخمارين.
معجم البلدان ٤/٣٧١.
[٥] النشرة: ضرب من الرقية والعلاج؛ يعالج به المجنون والمريض.
[٦] الطفر: الوثوب.
[٧] البواري: جمع بارية؛ وهي الحصير المعمول من القصب. تنسرت: انتشرت.

<<  <  ج: ص:  >  >>