للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما تنسج الأنثى. فأما الذكر فإنه ينقض ويفسد.

وولد العنكبوت أعجب من الفرّوج، الذي يظهر إلى الدنيا كاسبا [١] محتالا مكتفيا.

قال: وولد العنكبوت يقوم على النسج ساعة يولد.

قال: والذي ينسج به لا يخرج من جوفه، بل من خارج جسده.

وقال الحدّانيّ [٢] : [من الطويل]

كأن قفا هارون إذ قام مدبرا ... قفا عنكبوت سلّ من دبرها غزل

فالنحل، والعنكبوت، ودود القزّ، تختلف من جهات ما يقال إنه يخرج منها.

١٥٢٦-[العنكبوت الذي يسمى الليث]

ومن العناكب جنس يصيد الذّباب صيد الفهود، وهو الذي يسمى: «الليث» وله ستّ عيون. وإذا رأى الذّباب لطئ بالأرض، وسكّن أطرافه. وإذا وثب لم يخطئ [٣] . وهو من آفات الذّبّان، ولا يصيد إلا ذبّان الناس.

١٥٢٧-[قتل الذبّان للأسد]

[٤] وذبّان الأسد على حدة، وذبّان الكلاب على حدة، وليس يقوم لها شيء. وهي أشدّ من الزنابير، وأضرّ من العقارب الطيّارة. وفيها من الأعاجيب أنها تعضّ الأسد، كما يعضّ الكلب ذبّان الكلب.

وكذلك ذبّان الكلأ، لما يغشى الكلأ من بعير وغير ذلك. ولها عضّ منكر، ولا يبلغ مبلغ ذبّان الأسد.

فمن أعاجيبها سوى شدة عضّها وسمّها، وأنها مقصورة على الأسد، وأنها متى رأت بأسد دما من جراح أو رمي، ولو في مقدار الخديش الصغير فإنها تستجمع عليه، فلا تقلع عنه حتى تقتله.


[١] كاسبا: يكسب قوته بنفسه.
[٢] تقدم البيت في الصفحة السابقة ٢١٩.
[٣] ورد القول في نهاية الأرب ١٠/٢٩١، وثمار القلوب (٥٧٠) ، والجملة الأخيرة في الثمار: «فمتى سكن ووثب لم يخطئ» .
[٤] الخبر في ربيع الأبرار ٥/٤٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>