للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عداوتان، منها عداوة متجازية كعداوة الفيل والأسد، فإنّه ربّما قتل الفيل الأسد، وربّما قتل الأسد الفيل، ومنها عداوة إنما ضررها من أحد الجانبين على الآخر كعداوة ما بيني وبين السنّور، فإنّ العداوة بيننا ليست لضرّ منّي عليه، ولكن لضرّ منه عليّ» .

وقال «١» : «إن الكريم إذا عثر لم يستعن إلا بالكريم، كالفيل إذا وحل لم يستخرجه إلا الفيلة» .

٢٠٧٣-[ضروب العداوات]

وسنذكر عداوة الشيطان للإنسان، والإنسان للشّيطان. وهما عداوتان مختلفتان- وعداوة الله للكافر، وعداوة الكافر لله، وهاتان العداوتان غير تينك، وهما في أنفسهما مختلفتان، وهما والتي قبلها مخالفة لعداوة العقرب للإنسان، وعداوة العقرب مخالفة لعداوة الحيّة، وعداوة الإنسان لهما مخالفة لعداوة كلّ منهما للإنسان. وعداوة الذئب والأسد، والأسد والإنسان خلاف عداوة العقرب والحية، وعداوة النمر للأسد والأسد للنمر مخالفة لجميع ما وصفنا. ومسالمة الببر للأسد غير مسالمة الخنفساء والعقرب. وشأن الحيات والوزغ خلاف شأن الخنافس والعقارب.

وعداوة الإنسان خلاف عداوة ذلك كلّه. وابن عرس أشدّ عداوة للجرذان من السنّور، وعداوة البعير للبعير، والبرذون للبرذون، والحمار للحمار شكل واحد. وعداوة الذّئب خلاف ذلك. والشّاة أشدّ فرقا منه منها من الأسد والنمر والببر، وهي أقوى عليها من الذّئب. وفرق الدّجاج من ابن آوى أشدّ من فرقها من الثّعلب، والحمام أشدّ فرقا من الشاهين منه من الصّقر والبازي.

٢٠٧٤-[أسباب عداوات الناس]

وأسباب عداوات النّاس ضروب: منها المشاكلة في الصناعة، ومنها التقارب في الجوار، ومنها التقارب في النّسب، والكثرة من أسباب التّقاطع في العشيرة والقبيلة، والسّاكن عدو للمسكن، والفقير عدوّ للغني وكذلك الماشي والراكب، وكذلك الفحل والخصيّ، و «بغضاء السّوق موصولة بالملوك» ، وكذلك [المعتق عن دبر] «٢» ، والموصى له بالمال الرغيب، وكذلك الوارث والموروث، ولجميع هذا تفسير ولكنه يطول.

<<  <  ج: ص:  >  >>