للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعليم وتثقيف، وأنّه بلغ من حذقه ورفقه أنّه ضرّى ذئبا وعلّمه، حتى اصطاد له الظّباء والثّعالب وغير ذلك من الوحوش، وأنّ هذا الذئب بعينه سرّحه فرجع إليه من ثلاثين فرسخا، وذكر أنّ هذا الذئب اليوم بالعسكر، وحدّثني بهذا الحديث في الأيام التي قام بها أمير المؤمنين المتوكّل على الله، وذكر أنّه ضرّى أسدا حتى ألف وصار أهليّا صيودا، حتى اصطاد الحمير والبقر وعظام الوحش صيدا ذريعا، إلا أنّ الأسد بعد هذا كله وثب على ولد له فأكله، فقتله السوداني.

والذي عندنا في الذّئب أنه يألف. ولو أخذ إنسان جروا صغيرا من جرائه ثمّ ربّاه، لما نزع إلا وحشيّا غدورا مفسدا. ولذلك قال الأعرابي «١» : [من الوافر]

أكلت شويهتي ونشأت فينا ... فمن أنباك أنّ أباك ذيب

فالذي حكى عبويه من شأن هذا الذّئب والأسد من غريب الغريب.

٢٢٢٦-[مصارعة كلبة لثعلب]

وأخبرني عبويه صاحب ياسر الخادم قال: أرسلت كلبة لي فحاصرت ثعلبا، فو الله إن زالا كذلك حتى خرّا ميّتين، قال: فقلت: أكرم بهما صيدا ومصيدا، وطالبا ومطلوبا.

٢٢٢٧-[من خصائص الكبار والفلاسفة]

قال: وإذا أسنّ القرشيّ رحل إلى الحجاز.

وقال: ما احتنك رجل قطّ إلا أحبّ الخلوة، وقالوا: ما فكّر فيلسوف قط إلا رأى الغربة أجمع لهمّه وأجود لخواطره.

٢٢٢٨-[قول بكر المزني في الأرضة]

قال «٢» : وشتم رجل الأرضة فقال بكر بن عبد الله المزني: «مه، فهي التي أكلت جميع الصّحيفة التي تعاقد المشركون فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلّم، إلا ذكر رسول الله، وبها تبيّنت الجنّ أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين، وبها تكشّف أمرها عند العوّام بعد الفتنة العظيمة عندهم، وكان على الخاصّة من ذلك أعظم المحن» .

<<  <  ج: ص:  >  >>