أما إذا استعرضته متمطّرا ... فتقول هذا مثل سرحان الغضا
أمّا إذا استدبرته فتسوقه ... ساق قموص الوقع عارية النّسا
ولم يذكره في شيء. وقال أبو داؤد: [من الكامل]
كالسّيد ما استقبلته وإذا ... ولّى تقول ململم ضرب «١»
لأم إذا استعرضته ومشى ... متتابعا ما خانه عقب
يمشي كمشي نعامة تبعت ... أخرى إذا هي راعها خطب
ولم يذكره في شيء من ذلك. وقال امرؤ القيس: [من الطويل]
له أيطلا ظبي وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل «٢»
ولم يذكره في شيء من ذلك. وقال ابن سنان العبديّ: [من الكامل]
أما إذا ما أقبلت فمطارة ... كالجذع شذّبه نفيّ المنجل
أما إذا ما أعرضت فنبيلة ... ضخم مكان حزامها والمركل
أما إذا تشتدّ فهي نعامة ... تنفي سنابكها صلاب الجندل
٢٠٨-[قول أبي عبيدة في تشبيه الفرس بضروب من الحيوان]
قال أبو عبيدة: ومما يشبه خلقه من خلق النعامة طول وظيفها وقصر ساقيها وعري نسييها. وممّا يشبه من خلقه خلق الأرنب صغر كعبيها. وممّا يشبه من خلقه خلق الحمار الوحشيّ غلظ لحمه، وظمأ فصوصه وسراته، وتمحص عصبه، وتمكّن أرساغه، وعرض صهوته.
قال صاحب الكلب: قد قال أبو عبيدة: إنّ مما يشبه من خلقه خلق الكلب هرت شدقه، وطول لسانه، وكثرة ريقه، وانحدار قصّه «٣» ، وسبوغ ضلوعه، وطول ذراعيه، ورحب جلده، ولحوق بطنه. وقال طفيل الغنويّ، يصف الخيل: [من الطويل]
تباري مراخيها الزّجاج كأنّها ... ضراء أحسّت نبأة من مكلّب «٤»