يرصدون ذلك الوقت من الوحشية منها، ويحتالون في أخذ الولد، وأن ذلك الولد يعيش في أيديهم ما بين الثمانين سنة إلى المائة، وأنّ عمر الوحشية أطول «١» .
وأنّ كلّ شيء منها اليوم بالعسكر إناث، وأنّ الموت بالعراق إلى الذّكورة أسرع، وأنّ نابه لا يطول عندنا، وأنّهم يعملون من جلودها التّرسة «٢» أجود من جلود الجواميس، ومن الخيزران، ومن الدّرق والحجف «٣» التي تتخذ من جلود الإبل، ومن هذه المعقّبة المطليّة، ومن جميع ما يؤلّف من أنواع الخشب والجلود التي قد أطيل إنقاعها في اللّبن، ومن كلّ تبّتيّ وصينيّ.
٢٠٦٨-[مروج الفيلة]
وذكر أن لها مروجا، وأن المروج أصلح لها من القرى، ومواضعها من الوحش أصلح لها من المروج.
٢٠٦٩-[فهم الفيلة وغيرها من الحيوان]
وذكر رسول لي إلى سائسها أنه قد اتّبعها إلى دجلة، وأنّ بعض الغوغاء صاح بها: يا حجّام بابك! وهذا الكلام اليوم ظاهر على ألسنة الجهّال، وأن فيلا منها ركله برجله ركلة صكّ بها الحائط حتّى خيف عليه منها، وأنه رأى منها الإنكار لذلك القول، وأنّ الفيّال كان يحثّها على الانتقام لمّا صاح بها.
وإذا عرف الكلب اسمه، وكذلك السنّور، وكذلك الشّاة والفرس، والطفل والمجنون المصمت الجنون، وعرفت النّاقة فصل ما بين حل وجاه، وعرف الحمار الصّوت الذي يلتمس به وقوفه، والذي يلتمس به سيره، وعرف الكلب مخاطبة الكلّاب، والببغاء مناغاة المكلّم له، فجائز أن يكون الفيل بفضل فطنته أن يفهم أضعاف ذلك. فإذا أمروه بضرب إنسان عند ضرب من الكلام استعاد ذلك وأدامه، لم ينكر أن يعرفه على طول الترداد.
٢٠٧٠-[التداوي بنجو الفيل وغيره من الحيوانات]
قالوا «٤» : وإذا احتملت المرأة شيئا من نجو الفيل بعد أن يخلط به شيء من عسل فإنها لا تحبل أبدا.