المفصل!» «١» . وهذا القول يذمّون به ويمدحون. والديك في ذلك أعجب، وله مع الطّعنة سرعة الوثبة، والارتفاع في الهواء. وسلاحه طرير «٢» ، وفي موضع عجيب، وليس ذلك إلّا له، وبه سمّى قرن الثور صيصية، ثم سمّوا الآطام «٣» التي كانت بالمدينة للامتناع بها من الأعداء صياصي، قال الله عزّ وجلّ: وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ
«٤» . والعرب تسمّي الدّارع وذا الجنّة «٥» صاحب سلاح، فلما كان اسم سلاح الديك وما يمتنع به صيصية، سمّوا قرن الثور الذي يجرح صيصية. وعلى أنّه يشبّه في صورته بصيصية الديك وإن كان أعظم. ثمّ لمّا وجدوا تلك الآطام معاقلهم وحصونهم وجنّتهم، وكانت في مجرى التّرس والدرع والبيضة، أجروها مجرى السلاح، ثم سمّوها صياصي. ثمّ أسموا شوكة الحائك التي بها تهيّأ السّداة واللّحمة صيصية إذ كانت مشبّهة بها في الصورة، وإن كانت أطول شيئا؛ ولأنّها مانعة من فساد الحوك والغزل؛ ولأنّها في يده كالسلاح، متى شاء أن يجأ بها إنسانا وجأه به «٦» .
وقال دريد بن الصّمّة:[من الطويل]
نظرت إليه والرّماح تنوشه ... كوقع الصّياصي في النّسيج الممدّد «٧»
٤٤١-[استطراد لغوي]
وقد تسمّي العرب إبرة العقرب شوكة، كما تسمّي صيصية الديك شوكة، وهي من هذا الوجه شبيهة بشوك النّخل.
ويقال لمن ضربته الحمرة. قد ضربته الشّوكة؛ لأنّ الشّوكة إذا ضربت إنسانا، فما أكثر ما تعتريه من ذلك الحمرة.