للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠١٦-[ما يتعالج به الحيوان]

والقنفذ وابن عرس إذا ناهشا الأفاعي والحيّات الكبار تعالجا بأكل الصّعتر البرّيّ «١» .

والعقاب إذا اشتكت كبدها من رفعها الأرنب والثعلب في الهواء وحطّها لهما مرارا فإنها لا تأكل إلّا من الأكباد حتى تبرأ من وجع كبدها.

٢٠١٧-[رغبة الثعلب في القنفذ]

قال: وسألت القنّاص: ما رغبة الثعلب في أكل القنفذ وإن كان حشو إهابه شحما سمينا، وفي ظاهر جلده شوك صلاب حداد متقارب كتقارب الشعر في الجسد؟ فزعموا أنّ الثعلب إذا أصابه قلبه لظهره ثم بال على بطنه فيما بين مغرز عجبه إلى فكّيه، فإذا أصابه ذلك البول اعتراه الأسن «٢» فأسبط «٣» وتمدّد، فينقر عن بطنه، فمن تلك الجهة يأكل جميع بدنه ومسلوخه الذي يشتمل عليه جلده.

٢٠١٨-[صيد الظربان للضب]

وقالوا: وبشبيه بهذه العلّة يصيد الظّربان الضبّ في جوف جحره حتى يغتصبه نفسه؛ وذلك أنه يعلم أنّه أنتن خلق الله قسوة، فإذا دخل عليه جحره سدّ خصاصه وفروجه ببدنه، وهو في ذلك مستدبر له، فلا يفسو عليه ثلاث فسوات حتى يعطي بيده فيأكله كيف شاء.

قالوا: وربّما فسا وهو بقرب الهجمة وهي باركة فتتفرّق في الصحراء فلا يجمعها راعيها إلّا بجهد شديد، ولذلك قال الشاعر: [من الكامل]

لا تمنحوا صقرا، فما لمنيحة ... أتت آل صقر من ثواب ولا شكر

فما ظربان يؤبس الضبّ فسوه ... بألأم لؤما قد علمناه من صقر «٤»

ولذلك قال الراجز، وهو يذكر تكسّب الظربان بفسوه لطعمه وقوته، كما يتكسّب الناس بالصّناعات والتّجارات، فقال: [من الرجز]

<<  <  ج: ص:  >  >>