للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باتا يحكّان عراصيف القتب ... مستمسكين بالبطان والحقب «١»

كما يحكّ القين أطراف الخشب ... وابن يزيد حرب من الحرب «٢»

لا ينفع الصاحب إلّا أن يسبّ ... كالظّربان بالفساء يكتسب

٢٠١٩-[ما قيل في بلاهة الحمام]

قال ابن الأعرابيّ: قلت لشيخ من قريش: من علّمك هذا، وإنما يحسن من هذا أصحاب التجارات والتكسّب، وأنت رجل مكفيّ مودّع «٣» ؟ قال: علّمني الذي علم الحمامة على بلهها تقليب بيضها كي تعطي الوجهين جميعا نصيبهما من الحضن، ولخوف طباع الأرض إذا دام على الشّقّ الواحد.

والحمام أبله؛ ولذلك كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: «كونوا بلها كالحمام» «٤» . ألا ترى أنّ الحمام في الوجه الذي ألهمه الله مصالح ما يعيشه، ويصلح به شأن ذرئه ونسله- ليس بدون الإنسان في ذرئه ونسله، مع ما خوّل من المنطق، وألهم من العقل، وأعطي من التّصريف في الوجوه؟!.

٢٠٢٠-[حيلة الفأرة للعقرب]

وإذا جمع بعض أهل العبث وبعض أهل التّجربة بين العقرب وبين الفأرة في إناء زجاج، فليس عند الفأرة حيلة أبلغ من قرض إبرة العقرب فإمّا أن تموت من ساعتها، وإمّا أن تتعجل السّلامة منها، ثم تقتلها كيف شاءت، وتأكلها كيف أحبّت «٥» .

٢٠٢١-[علم الذرة]

قال «٦» : ومن علّم الذّرّة أن تفلق الحبّة فتأكل موضع القطمير لئلّا تنبت فتفسد. فإذا كانت الحبّة من حبّ الكزبرة ففلقتها أنصافا لم ترض حتى تفلقها أرباعا؛ لأن الكزبرة من بين جميع الحبّ تنبت وإن كانت أنصافا. وهذا علم غامض

<<  <  ج: ص:  >  >>