للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب من الفطن وفهم الرّطانات والكنايات والفهم والإفهام

٦١٤-[حديث المرأة التي طرقها اللصوص]

الأصمعي قال: كانت امرأة تنزل متنحّية من الحيّ، وتحبّ العزلة وكان لها غنم، فطرقها اللّصوص فقالت لأمتها: اخرجي! من هاهنا؟ قالت: هاهنا حيّان، والحمارس، وعامر والحارث، ورأس عنز وشادن. وراعيا بهمنا: فنحن ما أولئك. أي:

فنحن أولئك. فلما سمعوا ذلك ظنّوا أنّ عندها بنيها. وقال الأصمعيّ مرّة: فلما سمعت حسّهم قالت لأمتها: أخرجي سلح بنيّ من هاهنا.

قال: وسلح جمع سلاح [١] . وحيّان والحمارس: أسماء تيوس لها.

٦١٥-[قصة الممهورة الشياه والخمر]

قال الأصمعيّ [٢] : تزوّج رجل [٣] امرأة فساق إليها مهرها ثلاثين شاة، وبعث بها رسولا، وبعث بزقّ خمر. فعمد الرّسول فذبح شاة في الطريق فأكلها، وشرب بعض الزّقّ. فلما أتى المرأة نظرت إلى تسع وعشرين ورأت الزّقّ ناقصا، فعلمت أنّ الرجل لا يبعث إلّا بثلاثين وزقّ مملوء فقالت للرسول: قل لصاحبك: إن سحيما قد رثم [٤] ، وإن رسولك جاءنا في المحاق! فلما أتاه الرّسول بالرّسالة: قال يا عدوّ الله، أكلت من الثّلاثين شاة شاة، وشربت من رأس الزّق! فاعترف بذلك.

٦١٦-[قصة العنبريّ الأسير]

الأصمعيّ قال [٥] : أخبرني شيخ من بني العنبر قال: أسر بنو شيبان رجلا من


[١] السّلاح: النجو «القاموس: سلح» .
[٢] الخبر باختصار في البيان والتبيين ٣/٢١١، والكنايات ٦٣، ومحاضرات الأدباء ١/١٤٣ (١/٦٧) .
[٣] في البيان والتبيين «قسامة بن زهير العنبري» ، وفي محاضرات الأدباء «امرؤ القيس» .
[٤] رثم أنفه أو فاه: كسره حتى تقطر منه الدم، وكل ما لطخ بدم وكسر فهو رثيم «القاموس: رثم» .
[٥] الخبر في محاضرات الأدباء ١/١٤٣ (١/٦٧) ، والكنايات ٦٤، وأمالي المرتضى ١/١٢، وأخبار الظراف ٦٤، والمعاني للأشنانداني ٥٧، وطراز المجالس ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>