للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال لأخيه: ما دعاك إلى هذا؟ قال: أما إني ما أردته! قال: ذلك أشدّ له.

وهذا منه إيمان شديد بالطيرة كما ترى.

٨٦٦-[بعض من أنكر الطيرة]

وممن كان لا يرى الطيرة شيئا المرقش. من بني سدوس، حيث قال [١] : [من مجزوء الكامل]

إني غدوت وكنت لا ... أغدو على واق وحاتم

فإذا الأشائم كالأيا ... من والأيامن كالأشائم

فكذاك لا خير ولا ... شرّ على أحد بدائم

قال سلامة بن جندل [٢] : [من البسيط]

ومن تعرّض للغربان يزجرها ... على سلامته لا بدّ مشؤوم

وممن كان ينكر الطيرة ويوصي بذلك، الحارث بن حلزة، وهو قوله- قال أبو عبيدة: أنشدنيها أبو عمرو، وليست إلا هذه الأبيات، وسائر القصيدة مصنوع مولد- وهو قوله [٣] : [من السريع]

يا أيها المزمع ثم انثنى ... لا يثنك الحازي ولا الشاحج

ولا قعيد أغضب قرنه ... هاج له من مربع هائج

بينا الفتى يسعى ويسعى له ... تاح له من أمره خالج

يترك ما رقّح من عيشه ... يعيث فيه همج هامج

لا تكسع الشّول بأغبارها ... إنك لا تدري من الناتج

وقال الأصمعي: قال سلم بن قتيبة: أضللت ناقة لي عشراء، وأنا بالبدو، فخرجت في طلبها، فتلقاني رجل بوجهه شين من حرق النار، ثم تلقّاني رجل آخذ بخطام بعيره، وإذا هو ينشد [٤] : [من مجزوء الكامل]

فلئن بغيت لها البغا ... ة فما البغاة بواجدينا


[١] تقدمت الأبيات مع تخريجها في الفقرة (٨٥٦) ص ٢٠٧- ٢٠٨.
[٢] ديوان سلامة بن جندل ٢٥٢، والبيت لعلقمة في ديوانه ٦٧، والمفضليات ٤٠١، وأمالي المرتضى ١/٥٧٨، والحماسة البصرية ٢/٣٨٥.
[٣] الأبيات في المفضليات ٤٣٠، والبيان والتبيين ٣/٣٠٣- ٣٠٤، والبخلاء ١٦٤.
[٤] البيت للبيد في ديوانه ٣٢٣، وعيون الأخبار ١/١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>