للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل أنت كالكلب ذلّا أو أذلّ وفي ... نذالة النفس كالخنزير واليعر «١»

وأنت كالقرد في تشويه منظره ... بل صورة القرد أبهى منك في الصّور

ووصف ابن أبي كريمة حشّا له، كان هو وأصحابه يتأذّون بريحه فقال: [من البسيط]

ولي كنيف بحمد الله يطرقني ... أرواح وادي خبال غير فتّار

له بدائع نتن ليس يعرفها ... من البريّة إلّا خازن النّار

إذا أتانى دخيل زادني بدعا ... كأنّه لهج عمدا بإضراري

قد اجتواني له الخلّان كلّهم ... وباع مسكنه من قربه جاري

فمن أراد من البرسام أقتله ... أو الصّداع فمره يدخلن داري

استكثف النّتن في أنفي لكثرته ... فليس يوجدنيه غير إضماري «٢»

وقيل للمحلول: ويلك، ما حفظت بيت شعر قط؟ فقال: بيتا واحدا اشتهيته فحفظته. فقيل له: فهاته. قال: أما إنّي لا أحفظ إلّا بيتا واحدا. قيل: فكيف رزق منك هذا البيت؟ فأنشده، فأنشدهم: [من السريع]

كأنّما نكهتها مدّة ... تسيل من مخطة مجذوم

١٩٠-[نتن إبط الإنسان]

وزعم أصحابنا أنّ رجلا من بني سعد- وكان أنتن الناس إبطا- بلغه أن ناسا من عبد القيس يتحدّونه برجل منهم، فمضى إليهم شدّا، فوافاهم وقد أزبد إبطاه، وهو يقول: [من الرجز]

أقلت من جلهة ناعتينا ... بذي حطاط يعطس المخنونا «٣»

يزوي له من نتنه الجبينا ... حتّى ترى لوجهه غضونا

نبّئت عبد القيس يأبطونا

قال: ومتح أعرابيّ على بئر وهو يقول: [من الرجز]

يا ريّها إذا بدا صناني ... كأنّني جاني عبيثران «٤»

<<  <  ج: ص:  >  >>