وعند الببغاء والمكّاء والعندليب وابن تمرة «١» مع صغر أجرامها ولطافة شخوصها، وضعف أسرها «٢» ، من المعرفة والكيس والفطنة والخبث ما ليس عند الزّرافة والطاووس والببغاء عجيب الأمر. ويقولون: عندليب وعندبيل، وهو من أصغر الطير.
٢٠٢٨-[ما قيل في حمق الأجناس المائية وفطنتها]
فأما الأجناس المائية من أصناف السّمك، والأجناس التي تعايش السّمك، فإنّ جماعتها موصوفة بالجهل والموق وقلّة المعرفة، وليس فيها خلق مذكور، ولا خصلة من خصال الفطن، إلا كنحو ما يروى من صيد الجرّيّ للجرذان، وحمل تلك الدابة «٣» للغرقى حتى تؤدّيهم إلى الساحل.
٢٠٢٩-[شدة بدن السمكة والحية]
والسمكة شديدة البدن، وكذلك الحيّة. وكلّ شيء لا يستعين بيد ولا رجل ولا جناح، وإنما يستعمل أجزاء بدنه معا فإنه يكون شديد البدن.
٢٠٣٠-[حيلة الشبوط في التخلص من الشبكة]
وخبّرني «٤» بعض الصيّادين أنّ الشبوطة تنتهي في النهر إلى الشّبكة فلا تستطيع النفوذ منها، فتعلم أنها لا ينجيها إلا الوثوب فتتأخّر قدر قاب رمح، ثم تتأخّر جامعة لجراميزها «٥» حتّى تثب، فربّما كان ارتفاع وثبتها في الهواء أكثر من عشر أذرع. وإنما اعتمدت على ما وصفنا. وهذا العمل أكثر ما رووه من معرفتها، وليس لها في المعرفة نصيب مذكور.
٢٠٣١-[ما يغوص من السمك في الطين]
وأنواع من السمك يغوص في الطّين، وذلك أنها تنخر وتتنفّس في جوفه، وتلزم أصول النبات إذا لم يرتفع، وتلتمس الطّعم والسّفاد.