للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحيّة يقطع ثلثها الأسفل، فتعيش وينبت ذلك المقطوع.

٣٨٠-[حياة الكلب مع الجراح]

قال: والكلب أشدّ الأشياء التي تعيش على الجراح، التي لا يعيش عليها شيء إلا الكلب، والخنزير، والخنفساء.

٣٨١-[قوة فكّ الكلب]

والكلب أشدّ الأشياء فكّا، وأرهفها نابا، وأطيبها فما، وأكثرها ريقا، يرمى بالعظم المدمج «١» ، فيعلم بالغريزة أنّه إن عضّه رضّه، وإن بلعه استمرأه.

٣٨٢-[إلف بعض الحيوانات للإنسان]

وهو ألوف للناس، مشارك من هذا الموضع العصافير والخطاطيف والحمام والسنانير، بل يزيد على ذلك في باب الخاصّ وفي باب العامّ. فأمّا باب الخاصّ، فإن من الحمام ما هو طورانيّ «٢» وحشيّ، ومنه ما هو آلف أهلي. والخطّاف من القواطع غير الأوابد، إذا قطع إلى الإنس لم يبن بيته إلّا في أبعد المواضع، من حيث لا تناله أيديهم. فهو مقسوم على بلاده وبلاد من اضطرّته إليه الحاجة. والعصافير تكون في القرب حيث تمتنع منهم في أنفسها. والكلاب مخالطة لها ملابسة، ليس منها وحشيّ، وكلّها أهلي. وليس من القواطع ولا من الأوابد ما يكون آنس بالناس- من كثير ممّا يوصف بالأنس والإلف- من الكلاب دون سواها. وفي السّنانير الوحشيّة والأهلية.

وعلى أنّ إلف الكلب فوق إلف الإنسان الألوف، وهو في الكلب أغرب منه في الحمام والعصفور؛ لأنّه سبع، والحمام بهيمة والسبع بالسباع أشبه، فتركها ولم يناسبها، ورغب عنها. وكيف، وهو يصيد الوحوش ويمنع جميع السّباع من الإفساد؟! فذلك أحمد له وأوجب لشكره. ثمّ يصير في كثير من حالاته، آنس بالنّاس منه بالكلاب دنيّة وقصرة «٣» ، ولا تراه يلاعب كلبا مادام إنسان يلاعبه. ثمّ لم

<<  <  ج: ص:  >  >>