للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١٥٢-[استنتاج الذئاب والأسد بالعراق]

ولو أطلقوا الذّئاب والأسد في مروج العراق، وأقاموا لها حاجاتها لتسافدت وتلاقحت. فلعلّهم لو تقدّموا في اصطناع أولاد الفيلة واقتنائها صغارا أن تأنس حتى تتسافد وتتلاقح. وقد زعمتم أنّ كسرى أبرويز استنتج دغفلا واحدا «١» .

٢١٥٣-[احتجاج الهندي]

قال الهندي: تكفينا هذه الحجّة، وهي بيننا وبينكم. أو ليس قد جهد في ذلك جميع الملوك من جميع الأمم في قديم الدهر، فلم يستنتجوا إلا واحدا. وعلى أنّ هذه الأحاديث من أحاديث الفرس، وهم أصحاب نفج «٢» وتزيد ولا سيّما في كلّ شيء مما يدخل في باب العصبيّة، ويزيد في أقدار الأكاسرة، وإن كانوا كذلك فهم أظنّاء، والمتهم لا شهادة له. ولكن هل رأيتم قطّ هنديا أقرّ بذلك، أو هل أقرّت بقايا سائر الأمم للفرس بهذا الأمر للفيل المعروف بهذا الاسم.

٢١٥٤-[استطراد لغوي] «٣»

ويقال رجل فيل إذا كان في رأيه فيالة، والفيالة. الخطأ والفساد. وهم يسمّون الرّجل بفيل. منهم فيل مولى زياد. ويكنون بأبي الفيل، منهم أبو الفيل الأشعريّ الذي امتدحه أبو دهبل.

وقال: الرّاجز غيلان يقال له راكب الفيل: ومنهم عنبسة الفيل، وكذلك يقال لابنه معدان وله حديث. وقال الفرزدق: [من الطويل]

لقد كان في معدان والفيل راجر ... لعنبسة الرّاوي عليّ القصائدا

وقال الأصمعيّ: إذا كان الرجل نبيلا جبانا قيل هذا فيل، وأنشد: [من الطويل]

يقولون للفيل الجبان كأنّه ... أزبّ خصيّ نفّرته القعاقع

وقال سلمة بن عيّاش: قال لي رؤبة: «ما كنت [أحبّ أن] «٤» أرى في رأيك فيالة» .

ويقول الرّجل لصاحبه: لم يفل رأيك. وهو رأي فائل، ورجل فيل. وبالكوفة

<<  <  ج: ص:  >  >>