وقال الأصمعي: جنى قوم من أهل اليمامة جناية فأرسل إليهم السّلطان جندا من بخاريّة ابن زياد، فقام رجل من أهل البادية يذمّر أصحابه فقال:«يا معشر العرب، ويا بني المحصنات، قاتلوا عن أحسابكم ونسائكم. والله لئن ظهر هؤلاء القوم عليكم لا يدعون بها لينة حمراء «١» ، ولا نخلة خضراء، إلّا وضعوها بالأرض. ولا أغرّكم من نشّاب «٢» معهم، في جعاب كأنّها أيور الفيلة، ينزعون في قسيّ كأنّها العتل «٣» تئط إحداهنّ أطيط الزّرنوق «٤» ، يمغط «٥» أحدهم فيها حتى يتفرّق شعر إبطيه، ثم يرسل نشّابة كأنها رشاء «٦» منقطع، فما بين أحدكم وبين أن تفضخ عينه «٧» ، أو يصدع قلبه منزلة» .
قال: فخلع قلوبهم فطاروا رعبا.
٢١٣٤-[الفيل والزندبيل]
قالوا «٨» : الفيلة ضربان: فيل وزندبيل. وقد اختلفوا في أشعارهم وأخبارهم.
فبعضهم يقول كالبخت والعراب، والجواميس والبقر، والبراذين والخيل، والفأر والجرذان، والذّرّ والنمل. وبعضهم يقول: إنما ذهبوا إلى الذّكر والأنثى.
قال خالد القنّاص، وفي قصيدته تلك المزاوجة والمخمّسة، التي ذكر فيها الصّيد فأطنب فيها، فقال حين صار إلى ذكر الفيل «٩» : [من الرجز]