«٢» . وأنزل هذه السورة وقريش يومئذ مجلبون في الردّ على النبي صلى الله عليه وسلم، وما شيء أحبّ إليهم من أن يروا له سقطة أو عثرة أو كذبة، أو بعض ما يتعلّق به مثلهم، فلولا أنّه كان أذكرهم أمرا لا يتدافعونه ولا يستطيع العدوّ إنكاره، للذي يرى من إطباق الجميع عليه، لوجدوا أكبر المقال. فهذا باب يكثر الكلام فيه، وقد أتينا عليه في (كتاب الحجّة) .
وباب آخر من هذا، وهو قوله: وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ
«٦» .
ويقول الرجل: رأيت الرجل قال كذا وكذا، وسمعت الله قال كذا، وفلان يرى السّيف، وفلان يرى رأي أبي حنيفة، وقد رأيت عقله حسنا. وقال ابن مقبل «٧» : [من الطويل]
سل الدّار من جنبي حبرّ فواهب ... بحيث يرى هضب القليب المضيّح
وإذا قابل الجبل الجبل فهو يراه، إذ قام منه مقام الناظر الذي ينظر إليه.
وتقول العرب: دار فلان تنظر إلى دار فلان، ودور بني فلان تتناظر.