للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والضّفدع، وأنّ تلك الأجناس البرّية وإن اختلفت في أمورها، فإنّها قد تتشابه في أمور، وأنّ هذه الأجناس البحرية من تلك، ككلب الماء من كلب الأرض.

١٠٥٣-[صبر بعض الحيوان عن الطعم]

وقد زعم صاحب المنطق أنّ الحيّة وسامّ أبرص من العظاء، والتّمساح، تسكن في أعشّتها الأربعة أشهر الشديدة البرد، لا تطعم شيئا، وأنّ سائر الحيّات تسكن بطن الأرض. فأمّا الأفاعي فإنّها تسكن في صدوع الصّخر.

وليس لشيء من الحيوان من الصّبر عن الطّعم ما لهذه الأجناس. وإنّ الفيل ليناسبها من وجهين: أحدهما من طول العمر، فإنّ منها ما قد عاش أربعمائة سنة.

والوجه الآخر أنّ الفيلة مائيّة وهذه الأجناس مائيّة وإن كان بعضها لا يسكن الماء.

١٠٥٤-[داهية الغبر]

قال: وسمعت يونس بن حبيب يقول [١] : «داهية الغبر» قال [٢] : وقيل ذلك لأنها ربّما سكنت بقرب ماء، إمّا غدير وإما عين، فتحمي ذلك الموضع. وربما غبر ذلك الماء في المنقع حينا وقد حمته. وقال الكذّاب الحرمازيّ [٣] : [من الرجز]

يا ابن المعلّى نزلت إحدى الكبر ... داهية الدّهر وصمّاء الغبر

قال: وسأل الحكم بن مروان بن زنباع، عن بني عبد الله بن غطفان، قال: أفعى إن أيقظتها لسعتك، وإن تركتها لم تضرك.

١٠٥٥-[نادرة تتعلق بالحيات]

وذكر عن سعيد بن صخر قال: نهش رجل من أهل البادية كثير المال، فأشفى على الموت، فأتاهم رجل فقال: أنا أرقيه، فما تعطوني؟ فشارطوه على ثلاثين درهما، فرقاه وسقاه أشياء ببعض الأخلاط، فلمّا أفاق قال الرّاقي والمداوي: حقي! قال الملدوغ: وما حقه، قالوا: ثلاثون درهما. قال أعطيه من مالي ثلاثين درهما في نفثات نفثها، وحمض سقاه! لا تعطوه شيئا!


[١] من الأمثال قولهم «إنه لداهية الغبر» وهو في مجمع الأمثال ١/٤٤، وجمهرة الأمثال ١/٤٥٠، والمستقصى ١/٤٢١، وفصل المقال ١٤١، وأمثال ابن سلام ٩٩، والغبر: عين ماء بعينه تألفه الحيات.
[٢] ورد القول في أساس البلاغة «غبر» .
[٣] الرجز في مصادر المثل السابق، واللسان والتاج وأساس البلاغة (غبر) .

<<  <  ج: ص:  >  >>