فجعل الزّندبيل هو الذكر. وقال أبو اليقظان سحيم بن حفص:
إنّ الزّندبيل هو الأنثى. فلم يقفوا من ذا على شيء.
٢١٣٥-[الجنّ والحن]
وبعض النّاس يقسم الجنّ على قسمين فيقول: هم جنّ وحنّ، ويجعل التي بالحاء أضعفها، وأما الرّاجز فقال «١» : [من الرجز]
أبيت أهوي في شياطين ترنّ ... مختلف نجراهم جنّ وحنّ
ففرق هذا بين الجنسين.
٢١٣٦-[الناس والنسناس]
وسمع بعض الجهّال قول الحسن:«ذهب النّاس وبقيت في النّسناس» فجعل النّسناس جنسا على حدة. وسمع آخرون هم أجهل من هؤلاء قول فجعل النّسناس جنسا على حدة. وسمع آخرون هم أجهل من هؤلاء قول الكميت «٢» : [من الطويل]
نسناسهم والنّسانسا
فزعموا أنّهم ثلاثة أجناس: ناس، ونسناس، ونسانس. هذا سوى القول في الشّق، وواق واق، وذوال باي، وفي العدار، وفي أولاد السّعالي من الناس، وفي غير ذلك مما ذكرناه في موضعه من ذكر الجنّ والإنس «٣» .
وقد علم أهل العقل أنّ النّسناس إنما وقع على السّفلة والأوغاد والغوغاء، كما سمّوا الغوغاء الجراد إذا ألقى البيض وسخف وخفّ وطار.