١٧٩-[عيوب التيس والعنز]
وأمّا ما ذكرتم من نتن الجلد ومن استنشاق البول، فإنّ للتيس في ذلك ما ليس للكلب، وقد شاركه في الحذف ببوله تلقاء أنفه، وباينه بشدّة الصّنان؛ فإنّ الأمثال له أكثر ذكرا. وفي العنز أيضا عيوب.
وفي توجيه التيس ببوله إلى حاقّ خيشومه قال الشاعر لبعض من يهجوه: [من الطويل]
دعيت يزيد كي تزيد فلم تزد ... فعاد لك المسمي فأسماك بالقحر
وما القحر إلّا التيس يعتك بوله ... عليه فيمذي في لبان وفي نحر
وقال آخر في مثل ذلك: [من الوافر]
أعثمان بن حيّان بن لؤم ... عتود في مفارقه يبول
ولو أنّي أشافهه لشالت ... نعامته ويفهم ما يقول
وبعد: فما يعلم من صنيع العنز في لبنها وفي الارتضاع من خلفها إلّا أقبح.
وقال ابن أحمر الباهليّ في ذلك: [من البسيط]
إنّا وجدنا بني سهم وجاملهم ... كالعنز تعطف روقيها وترتضع «١»
وقلتم: هجا ابن غادية السلمي بعض الكرام، حين عزل عن ينبع، فقال لمن ظنّ أنّه إنّما عزل لمكانه: [من الكامل]
ركبوك مرتحلا فظهرك منهم ... دبر الحراقف والفقار موقع
كالكلب يتبع خانقيه وينتحي ... نحو الذين بهم يعزّ ويمنع
وقال ابن هرمة الفهريّ: [من الوافر]
فما عادت لذي يمن رؤوسا ... ولا ضرّت بفرقتها نزارا «٢»
كعنز السّوء تنطح من خلاها ... وترأم من يحدّ لها الشّفارا
وما نعلم الرّجوع في الجرّة، وإعادة الفرث إلى الفم ليستقصى مضغه إلّا أسمج وأقذر من الرّجوع في القيء. وقد اختار الله عزّ وجلّ تلك الطبيعة للأنعام، وجعل