للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثنويّة [١] ؛ وقال: وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا

[٢] ولم يجعل فيها مثنويّة ولو قلت لرجل:

ادخل من هذا الباب، فلم يدخل، لحلّ لي دمه!

١٠-[المدني والكوفي]

قال: وأخبرني محمّد بن سليمان بن عبد الله النوفليّ قال: قال رجل من أهل الكوفة لرجل من أهل المدينة: نحن أشدّ حبّا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم وعلى آله- منكم يا أهل المدينة! فقال المدنيّ: فما بلغ من حبّك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله؟ قال: وددت أنّي وقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم- وأنّه لم يكن وصل إليه يوم أحد، ولا في غيره من الأيّام شيء من المكروه يكرهه إلا كان بي دونه! فقال المدنيّ: أفعندك غير هذا؟ قال: وما يكون غير هذا؟ قال: وددت أنّ أبا طالب كان آمن فسرّ به النبيّ صلى الله عليه وسلم وأنّي كافر!

١١-[جواب رجل من وجوه أهل الشام]

وحدّثني أبان بن عثمان قال: قال ابن أبي ليلى: إنّي لأساير رجلا من وجوه أهل الشّام، إذ مرّ بحمّال معه رمّان، فتناول منه رمّانة فجعلها في كمّه. فعجبت من ذلك، ثمّ رجعت إلى نفسي وكذّبت بصرى، حتّى مرّ بسائل فقير، فأخرجها فناوله إيّاها.

قال: فعلمت أنّي رأيتها فقلت له: رأيتك قد فعلت عجبا. قال: وما هو؟ قلت:

رأيتك أخذت رمّانة من حمّال وأعطيتها سائلا؟ قال: وإنّك ممّن يقول هذا القول؟

أما علمت أنّي أخذتها وكانت سيّئة وأعطيتها فكانت عشر حسنات؟ قال: فقال ابن أبي ليلى: أما علمت أنك أخذتها فكانت سيّئة وأعطيتها فلم تقبل منك؟!

١٢-[جهل الأعراب بالنحو]

وقال الربيع: قلت لأعرابيّ: أتهمز إسرائيل؟ قال: إنّي إذا لرجل سوء؟ قلت:

أتجرّ فلسطين؟ قال: إنّي إذا لقويّ [٣] .

١٣-[احتجاج رجل من أهل الجاهلية]

قال: وحدّثنا حمّاد بن سلمة قال: كان رجل في الجاهليّة معه محجة يتناول به متاع الحاجّ سرقة، فإذا قيل له: سرقت! قال: لم أسرق، إنّما سرق محجني! قال: فقال حماد: لو كان هذا اليوم حيّا لكان من أصحاب أبي حنيفة!


[١] مثنوية: استثناء، أي قوله تعالى: مَا اسْتَطَعْتُمْ.
[٢] ١٦/التغابن: ٦٤.
[٣] الخبر في عيون الأخبار ٢/١٥٧، والبيان والتبيين ٢/٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>