للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأدرك، لم يعرق مناط عذاره ... يدرّ كخذروف الوليد المثقّب [١]

ترى الفأر في مستعكد الأرض لاجئا ... إلى جدد الصحراء من شدّ ملهب [٢]

خفاهنّ من أنفاقهنّ كأنّما ... خفاهنّ ودق من سحاب مركّب [٣]

خفاهنّ: أظهرهنّ. وقرأ بعضهم: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها

[٤] ، بفتح الألف [٥] ؛ أي أظهرها. وقال امرؤ القيس [٦] : [من المتقارب]

فإن تدفنوا الداء لا نخفه ... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد

وقال أعرابيّ [٧] : إن بني عامر جعلتني على حنديرة [٨] أعينها، تريد أن تختفي دمي [٩] .

١٤٣٤-[استطراد لغوي]

وقال أبو عبيدة: أربعة أحرف تهمزها عقيل من بين جميع العرب، تقول [١٠] :

فأرة، ومؤسى، وجؤنة، وحؤت [١١] .


مجنون أهوج لما يبدو من شدة حركته ونشاطه عند الزجر. والمنعب: الذي يستعين بعنقه. في الجري ويمده» .
[١] رواية صدر البيت في الديوان «فأدرك لم يجهد ولم يثن شأوه» . أي أدرك الفرس الوحش دون مشقة أو تعب. لم يثن شأوه: أي أدركها في طلق واحد دون أن تثنيه لسرعته، وشبهه لسرعته وخفته بالخذروف المثقب إذا أداره الوليد. والخذروف: عود أو قصبة مشقوقة، يفرض في وسطه، ثم يشد بخيط، فإذا أمر دار وسمعت له حفيفا. وهو لعبة للصبيان.
[٢] رواية صدر البيت في الديوان «ترى الفأر في مستنقع القاع لاحبا» ، المستعكد: الغليظ من الأرض. الجدد: ما استوى من الأرض وصلب. المهلب: لشديد العدو الملتهب في الجري.
[٣] في ديوانه: «خفاهن: أي أظهرهن، أي استخرجهن. الأنفاق: الأسراب تحت الأرض. الودق:
المطر» .
[٤] ١٥/طه: ٢٠.
[٥] هي قراء الحسن وعاصم وابن كثير وأبي الدرداء ومجاهد وسعيد بن الجبير وقتادة وحميد.
المحتسب ٢/٤٧، والبحر المحيط ٦/٢٣٢، وعمدة الحفاظ ١/٥١٨ (خفي) .
[٦] البيت لامرئ القيس في ديوانه ١٨٦، واللسان (خفا) ، والتاج (خفي) ، ولعمرو بن أحمر في ملحق ديوانه ١٨٠، وبلا نسبة في التهذيب ٧/٥٩٥.
[٧] ورد في اللسان ١٤/٢٣٥ (خفي) : «ومنه قول الغنوي لأبي العالية: إن بني عامر أرادوا أن يختفوا دمي» .
[٨] الحنديرة: حدقة العين.
[٩] أي تريد أن تقتلني خفية دون أن يعلم بي.
[١٠] في اللسان ٥/٤٣ (فأر) : «وعقيل تهمز الفأرة والجؤنة والمؤسى «والحؤت» .
[١١] المؤسى: موسى الحلاق، يذكر ويؤنث. الجؤنة: ظرف لطيب العطار. الحؤت: الحوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>