للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولحقت بالنّسب الذي عيّرتني ... وتركت أصلا يا يزيد ذميما [١]

وقوله: «تميم» يريد: تميمة [٢] . فحذف الهاء.

١٢٤٨-[التحالف والتعاقد على الملح]

وربّما تحالفوا وتعاقدوا على الملح. والملح شيئان: أحدهما المرقة، والأخرى اللّبن. وأنشدوا لشتيم بن خويلد الفزاري [٣] : [من المتقارب]

لا يبعد الله ربّ العباد ... والملح ما ولدت خالده

وأنشدوا فيه قول أبي الطّمحان [٤] : [من الطويل]

وإني لأرجو ملحها في بطونكم ... وما بسطت من جلد أشعث أغبرا

وذلك أنّه كان جاورهم، فكان يسقيهم اللّبن؛ فقال: أرجو أن تشكروا لي ردّ إبلي، على ما شربتم من ألبانها، وما بسطت من جلد أشعث أغبر. كأنّه يقول: كنتم مهازيل- والمهزول يتقشّف جلده وينقبض- فبسط ذلك من جلودكم.

١٢٤٩-[نار المسافر]

[٥] ونار أخرى، وهي النّار التي كانوا ربّما أوقدوها خلف المسافر، وخلف الزّائر


ومرة، وقال ابن الأعرابي: المحاش: الذين لا خير فيهم ولا غناء عندهم، يقال: محشته النار، إذا أحرقته وأفسدته. وقوله: «أعددت يربوعا» يريد: يربوع بن غيظ بن مرة، و «تميما» أراد: تميم بن ضبة من عذرة بن سعد بن ذبيان» .
[١] في ديوانه: «وقوله: ولحقت بالنسب الذي عيرتني، يريد النسب الذي نفاه إليه، وعيّره به، وذلك أن ابنة النابغة كانت تحت يزيد فطلقها، فقيل له: لم طلقتها؟ فقال: لأنه رجل من عذرة، فنفى النابغة انتسابه إليهم، وزعم أنه نسب يزيد، إلا أنه تركه، وانتفى منه، وهو معنى قوله: وتركت أصلك يا يزيد ذميما» ، أي «مذموما» .
[٢] أي حذف الهاء للترخيم في غير موضع النداء، وأراد: تميمة بن ضبة، وانظر الحاشية قبل السابقة.
[٣] البيت لشتيم بن خويلد الفزاري في اللسان (لوم) ، وأساس البلاغة (ملح) ، ولعبد الله بن الزبعري في ديوانه ٣٥، ولنهيكة بن الحارث المازني في الخزانة ٤/١٦٤ (بولاق) ، وبلا نسبة في الكامل ١/٢٩٥ (المعارف) ، والفاخر ٩، واللسان (ملح) والمخصص ١/٢٦، والتهذيب ٥/١٠٠، ١٠٢.
[٤] البيت في الشعر والشعراء ٢٢٩ (ليدن) ، والكامل ١/٢٩٥، (المعارف) ، والاشتقاق ٤٥١، واللسان والتاج، وأساس البلاغة وعمدة الحفاظ (ملح) ، وبلا نسبة في الجمهرة ٥٦٩، والمخصص ١/٢٦.
[٥] ثمار القلوب ٤٥٩ (٨٢٦) ، وسماها في الأوائل ٣٧ «نار الطرد» . وانظر المعاني الكبير ٤٣٣، والخزانة ٧/١٤٨، ومحاضرات الراغب ١/١٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>