للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب من نذر في حميّة المقتول نذرا فبلغ في طلب ثأره الشفاء

قال العبسيّ: [من الوافر]

دعوت الله إذ قدنا إليهم ... لنلقى منقرا أو عبد عمرو

وكانت حلفة حلفت لوتر ... وشاء الله أن أدركت وتري

وإنّي قد سقمت فكان برئي ... بقرواش بن حارثة بن صخر

والأعراب تعدّ القتل سقما وداء لا يبرئه أخذ ثأره دون أخ أو ابن عمّ، فذلك الثّأر المنيم.

وممّن قال في ذلك صبار بن التوءم اليشكري، في طلب الطّائلة وأنّ ذلك داء ليس له برء، وكانوا قتلوا أخاه إساف بن عباد، فلما أدرك ثأره قال: [من الطويل]

ألم يأتها أنّي صحوت وأنّني ... شفاني من الدّاء المخامر شاف

فأصبحت ظبيا مطلقا من حبالة ... صحيح الأديم بعد داء إساف

وكنت مغطّى في قناعي حقبة ... كشفت قناعي واعتطفت عطافي [١]

وفي شبيه بهذا المذهب من ذكر الدّاء والبرء قال الآخر [٢] : [من البسيط]

قالت عهدتك مجنونا فقلت لها ... إن الشّباب جنون برؤه الكبر

وفي شبيه بالأوّل قول الشّيخ الباهليّ، حين خرج إلى المبارزة على فرس أعجف، فقالوا: «بال على بال!» . فقال الشّيخ: [من الوافر]

رآني الأشعريّ فقال بال ... على بال ولم يعرف بلائي

ومثلك قد كسرت الرّمح فيه ... فآب بدائه وشفيت دائي

وقالت بنت المنذر بن ماء السّماء [٣] : [من الوافر]

بعين أباغ قاسمنا المنايا ... فكان قسيمها خير القسيم


[١] العطاف: الرداء.
[٢] البيت للعتبي أو لابن أبي فنن، وتقدم تخريجه ص ٣٤٤.
[٣] الأبيات لزينب بنت فروة بن مسعود الشيباني في معجم الأدبيات ٢٥١، ومعجم البلدان ١/٦٨ (أباغ) . وانظر العقد الفريد ٣/٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>