فقلت إلى الطّعام فقال منهم ... زعيم نحسد الإنس الطّعاما
ولم أعب الرواية، وإنّما عبت الإيمان بها، والتوكيد لمعانيها. فما أكثر من يروي هذا الضرب على التعجّب منه، وعلى أن يجعل الرواية له سببا لتعريف النّاس حقّ ذلك من باطله، وأبو زيد وأشباهه مأمونون على النّاس؛ إلّا أنّ كلّ من لم يكن متكلّما حاذقا، وكان عند العلماء قدوة وإماما، فما أقرب إفساده لهم من إفساد المتعمّد لإفسادهم! وأنشدوا في تثبيت أولاد السعلاة:[من الرجز]
تقول جمع من بوان ووتد ... وحسن أن كلّفتني ما أجد
ولم تقل جيء بأبان أو أحد ... أو ولد السّعلاة أو جرو الأسد
أو ملك الأعجام مأسورا بقدّ
وقال آخر:[من الرجز]
يا قاتل الله بني السّعلاة ... عمرا وقابوسا شرار النات «٢»
١٤٧-[ما زعموا في جرهم]
وذكروا أنّ جرهما كان من نتاج ما بين الملائكة وبنات آدم، وكان الملك من الملائكة إذا عصى ربّه في السماء أهبطه إلى الأرض في صورة رجل، وفي طبيعته، كما صنع بهاروت وماروت حين كان من شأنهما وشأن الزّهرة «٣» ، وهي أناهيد «٤» ما