للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحريش [١] ، والدّخس [٢] ، ولا هذه السّباع المشتركة الخلق، المتولّدة فيما بين السّباع المختلفة الأعضاء، المتشابهة الأرحام، التي إذا صار بعضها في أيدي القرّادين والمتكسّبين والطوّافين، وضعوا لها أسماء، فقالوا: مقلاس، وكيلاس، وشلقطير، وخلقطير وأشباه ذلك، حين لم تكن من السّباع الأصلية والمشهورة النسب، والمعروفة بالنّفع والضّرر.

وقد ذكرنا منها ما كان مثل الضبع، والسّمع [٣] ، والعسبار [٤] ، إذ كانت معروفة عند الأعراب، مشهورة في الأخبار، منوّها بها في الأشعار.

١٦٨٥-[الاعتماد على معارف الأعراب في الوحش]

وإنّما أعتمد في مثل هذا على ما عند الأعراب، وإن كانوا لم يعرفوا شكل ما احتيج إليه منها من جهة العناية والفلاية، ولا من جهة التذاكر والتكسّب. ولكن هذه الأجناس الكثيرة، ما كان منها سبعا أو بهيمة أو مشترك الخلق، فإنّما هي مبثوثة في بلاد الوحش: من صحراء، أو واد، أو غائط، أو غيضة، أو رملة، أو رأس جبل، وهي في منازلهم ومناشئهم [٥] ، فقد نزلوا كما ترى بينها، وأقاموا معها. وهم أيضا من بين النّاس وحش، أو أشباه الوحش.

١٦٨٦-[توارث المعرفة بالداء والدواء]

وربّما؛ بل كثيرا ما يبتلون بالناب والمخلب، وباللدغ واللّسع، والعضّ والأكل، فخرجت بهم الحاجة إلى تعرّف حال الجاني والجارح والقاتل، وحال المجنيّ عليه والمجروح والمقتول، وكيف الطّلب والهرب، وكيف الداء والدواء، لطول الحاجة، ولطول وقوع البصر، مع ما يتوارثون من المعرفة بالدّاء والدواء.


[١] في حياة الحيوان ١/٣٣٢: «الحريش نوع من الحيات أرقط، كذا قال الجوهري. وقال بعد هذا: الحريش: دابة لها مخالب كمخالب الأسد ولها قرن واحد في هامتها، ويسميها الناس الكركدن» .
[٢] في حياة الحيوان ١/٤٧٦: «قال الجوهري الدّخس: مثال الصّرد؛ دويبة في البحر تنجي الغريق، تمكنه من ظهرها ليستعين على السباحة، وتسمى الدلفين» .
[٣] السمع: ولد الذئب من الضبع.
[٤] العسبار: ولد الضبع من الذئب.
[٥] مناشئهم: مكان نشوئهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>