إذا صاح لم يخذل وجاوب صوته ... حماش الشّوى يصدحن من كلّ مصدح «٤»
وكذلك غلطوا في قول عبدة بن الطبيب:[من البسيط]
إذ صفّق الدّيك يدعو بعض أسرته ... إلى الصّباح وهم قوم معازيل «٥»
وإنّما أراد توافي ذلك منها معا؛ فجعلها دعاء وتجاوبا على ما فسرناه.
٤٤٧-[تفضيل الحمار على الديك]
قال صاحب الكلب: لولا أنّا وجدنا الحمار المضروب به المثل في الجهل «٦» ، يقوم في الصّباح وفي ساعات اللّيل مقام الدّيكة، لقد كان ذلك قولا ومذهبا غير مردود. ولو أنّ متفقّدا يتفقّد ذلك من الحمار لوجده منظوما يتبع بعضه بعضا على عدد معلوم؛ ولوجد ذلك مقسوما على ساعات الليل، ولكان لقائل أن يقول في نهيق الحمار في ذلك الوقت: ليس على تجاوب، إنّما ذلك شيء يتوافى معا، لا ستواء