للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سوى نار بيض أو غزال معفّر ... أغنّ من الخنس المناخر توءم [١]

هذه إبل راع معزب صاحب بواد وبدوة لا يأتي المحاضر والمياه حيث تكون النّيران. وهو صاحب لبن وليس صاحب بقل، فإبله لا ترى نارا سوى نار بيض أو غزال.

١١٨٠-[نار الصّيد]

وهذه النّار هي النّار التي يصطاد بها الظّباء والرّئلان وبيض النّعام [٢] لأنّ هذه كلّها تعشى إذا رأت نارا، ويحدث لها فكرة فيها ونظر. والصبيّ الصغير كذلك.

وأوّل ما يعابث الرّضيع، أوّل ما يناغي، المصباح.

وقد يعتري مثل ذلك الأسد، ويعتري الضّفدع؛ لأنّ الضّفدع ينقّ، فإذا رأى نارا سكت. وهذه الأجناس قد تغترّ بالنّار، ويحتال لها بها.

١١٨١-[تشبيه الغيوم بالنّعام]

وتوصف الغيوم المتراكمة بأنّ عليها نعاما. قال الشّاعر [٣] : [من المتقارب]

كأنّ الرّباب دوين السّحا ... ب نعام تعلّق بالأرجل [٤]

وقال آخر [٥] : [من الطويل]

خليليّ لا تستسلما وادعوا الّذي ... له كلّ أمر أن يصوب ربيع

حيا لبلاد أبعد المحل أهلها ... وفي العظم شيء في شظاه صدوع [٦]

بمستنضد غرّ النّشاص كأنها ... جبال عليهنّ النّسور وقوع [٧]

١١٨٢-[استطراد لغوي]

وقال آخر [٨] : [من الكامل]

وضع النّعامات الرّجال بريدها ... من بين مخفوض وبين مظلّل [٩]


[١] في ديوانه «يقول: سوى نار بيض نعام أو غزال يصيدونه. والأخنس: القصير الأنف. توءم: اثنان في بطن.
[٢] في ثمار القلوب ٤٦٢ (٨٣٠) : نار الصيد ... ويطلب بها أيضا بيض النعام في أفاحيصها ومكامنها.
[٣] البيت لعبد الرحمن بن حسان أو لعروة بن جلهمة المازني في اللسان والتاج (ربب) ، والتنبيه والإيضاح ١/٨٠، ولحسان بن ثابت في زهر الآداب ٢٤٠.
[٤] الرباب: السحاب المتعلق.
[٥] الأبيات بلا نسبة في ربيع الأبرار ١/١٣٩.
[٦] الحيا: الخصب. المحل: الجدب. الشظي: عظيم لاصق بالركبة.
[٧] المستنضد: السحاب المتراكم، والنشاص: السحاب المرتفع بعضه فوق بعض.
[٨] البيت لأبي كبير الهذلي في ديوان الهذليين ٢/٩٧، وبلا نسبة في المخصص ٥/١٣٥.
[٩] الرّيد: حرف الجبل الناتئ.

<<  <  ج: ص:  >  >>