للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو وما قبله يدلان على أنهم لا يشبّهون ببيض النّعام إلّا الأبكار.

قال الشاعر [١] : [ممن الطويل]

وبيض أفقنا بالضّحى من متونها ... سماوة بيض كالخباء المقوّض [٢]

هجوم عليها نفسه، غير أنّه ... متى يرم في عينيه بالشّخص ينهض [٣]

يعني بالبيض بيض النّعام. وسماوة الشيء: شخصه. لأنّ الظّليم لما رآهم فزع ونهض. وهذا البيت أيضا يدلّ على أنّه فروقة [٤] .

وقال ذو الرّمّة [٥] في بيض النّعام: [من الطويل]

تراه إذا هبّ الصّبا درجت به ... غرابيب من بيض هجائن دردق [٦]

قال: والصّبا والجنوب تهبّان في أيام يبس البقل، وهو الوقت الذي يثقب النّعام فيه البيض. يقول: درجت به رئلان سود غرابيب، وهي من بيض هجائن: أي بيض.

والدّردق: الصّغار، وهو من صغر الرّئلان.

قال طفيل بن عوف الغنويّ [٧] ، وذكر كيف يأخذون بيض النّعام: [من الطويل]

عوازب لم تسمع نبوح مقامة ... ولم تر نارا تمّ حول مجرّم [٨]


[١] ديوان ذي الرمة ١٨٣١- ١٨٣٢، والخزانة ٨/١٥٧، والثاني بلا نسبة في اللسان والتاج (هجم) ، والكتاب ١/١١٠.
[٢] في ديوانه «سماوة جون» ، وفيه: «السماوة: شخصه، أي: فزعناه فقام عن بيضه. والخباء: البيت.
المقوض: الذي هلك وقلعت أوتاده» .
[٣] في ديوانه: «بالشبح ينهض» ، وفيه: «هجوم عليها: يعني الظليم، يرمي نفسه على بيضه، الشبح:
الشخص، ينهض: إذا رأى شخصا فرّ وهرب» .
[٤] فروقة: كثير الفزع.
[٥] ديوان ذي الرمة ٤٨٠، والمعاني الكبير ٣٥٤، والأزمنة والأمكنة ٢/٨١.
[٦] في ديوانه «إنما اختار الصبا لأنها تهب في الشتاء، والنعام لا يبيض إلا في الشتاء. فلذلك درجت في هذا الوقت. غرابيب: سود، الواحد: غربيب، يعني الفراخ. من بيض: يقول: هذه الفراخ خرجت من بيض بيض. والهجائن: البيض. دردق: صغار، لا واحد لها» .
[٧] ديوان طفيل الغنوي ٧٧- ٧٨، وأمالي القالي ٢/٨٣، والأول في أساس البلاغة (تمم، نبح) ، وهما لابن مقبل في ديوانه ٢٧٦.
[٨] في ديوانه «عوازب: لا تروح إلى أهلها بالقفر. النبوح: أصوات كلاب المقيمين. تم حول: يقال:
مضى له حول مجرم، إذا كان تماما» .

<<  <  ج: ص:  >  >>