للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٥٨-[الوبر والخرنق]

وأمّا قوله:

٣٢-

«وخرنق يسفده وبر»

فإنّ الأعراب يزعمون أنّ الوبر يشتهي سفاد العكرشة- وهي أنثى الأرانب- ولكنّه يعجز عنها، فإذا قدر على ولدها وثب عليه. والأنثى تسمى العكرشة، والذّكر هو الخزر، والخرنق ولدهما. قال الشاعر: [من الكامل]

قبح الإله عصابة نادمتهم ... في جحجحان إلى أسافل نقنق

أخذوا العتاق وعرّضوا أحسابهم ... لمحرّب ذكر الحديد معرّق

ولقد قرعت صفاتكم فوجدتكم ... متشبّثين بزاحف متعلّق

ولقد غمزت قناتكم فوجدتها ... خرعاء مكسرها كعود محرق

ولقد قبضت بقلب سلمة قبضة ... قبض العقاب على فؤاد الخرنق

ثمّ اقتحمت للحمه فأكلته ... في وكر مرتفع الجناب معلّق

قالوا: إنه قالها أبو حبيب بعد أن قال جشم ما قال، وقد قدّم إليه طعامه.

١٨٥٩-[ما يشبه الخزز]

ووصف أعرابيّ خلق أعرابيّ فقال: كأن في عضلته خززا، وكأنّ في عضده جرذا.

وأنشدوا لماتح ووصف ماتحا، ورآه يستقي على بئره، فقال [١] : [من الرجز]

أعددت للورد إذ الورد حفز ... دلوا جرورا وجلالا خزخز

وماتحا لا ينثني إذا احتجز ... كأنّ تحت جلده إذا احتفز

في كلّ عضو جرذين أو خزز

وسنقول في الأرنب بما يحضرنا إن شاء الله تعالى.


[١] تقدم تخريج الرجز في ٥/١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>