للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبل ذلك عند ذكر الحشرات. فأما الضّبّ والورل، والعقرب، والجعل، والخنفساء، والسّمع فقد ذكرنا ذلك في أوّل الكتاب. وأما قوله: «وهزلى تسرب فالهزلى هي الحيات، كما قال جرير [١] : [من الطويل]

مزاحف هزلى بينها متباعد

وكما قال الآخر [٢] : [من الوافر]

كأنّ مزاحف الهزلى عليها ... خدود رصائع جدلت تؤاما

وأما قوله: [من الطويل]

ولم أر آوى حيث أسمع ذكره

فإنّ ابن آوى لا ينزل القفار، وإنّما يكون حيث يكون الريف.

وينبغي أن يكون حيث قال هذا الشّعر توهّم أنّه ببياض نجد.

وأمّا قوله: [من الطويل]

ولا الدبّ إنّ الدبّ لا يتنسّب

فإنّ الدبّ عندهم عجميّ، والعجميّ لا يقيم نسبه.

١٨٢٤-[ملح ونوادر]

ورووا في الملح أنّ فتى قال لجارية له، أو لصديقة له: ليس في الأرض أحسن منّي: ولا أملح منّي. فصار عندها كذلك. فبينا هو عندها على هذه الصّفة إذ قرع عليها الباب إنسان يريده، فاطّلعت عليه من خرق الباب، فرأت فتى أحسن النّاس وأملحهم، وأنبلهم وأتمّهم، فلمّا عاد صاحبها إلى المنزل قالت له: أو ما أخبرتني أنّك أملح الخلق وأحسنهم؟ قال: بلى! وكذلك أنا! فقالت: فقد أرادك اليوم فلان، ورأيته من خرق الباب، فرأيته أحسن منك وأملح! قال: لعمري إنّه لحسن مليح، ولكنّ له جنّيّة تصرعه في كلّ شهر مرّتين- وهو يريد بذلك أن يسقطه من عينها- قالت: أو ما تصرعه في الشّهر إلّا مرتين؟ أما والله لو أنّي جنّيّة لصرعته في اليوم ألفين!


[١] تقدم البيت في ٤/٣٤٤، وهو للّعين المنقري في الوحشيات ٢٦٧، وبلا نسبة في اللسان (صوى) .
[٢] البيت لثمامة الكلبي كما تقدم في ٣٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>