للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨١٤-[قتل الغول بضربة واحدة]

وأما قوله:

٢٠- «ضربت فردة فصارت هباء ... في محاق القمير آخر شهر»

فإنّ الأعراب والعامّة تزعم أن الغول إذا ضربت ضربة ماتت، إلّا أن يعيد عليها الضّارب قبل أن تقضي ضربة أخرى، فإنّه إن فعل ذلك لم تمت. وقال شاعرهم: [من الكامل]

فثنّيت والمقدار يحرس أهله ... فليت يميني قبل ذلك شلّت

وأنشد لأبي البلاد الطّهويّ [١] : [من الوافر]

لهان على جهينة ما ألاقي ... من الرّوعات يوم رحى بطان [٢]

لقيت الغول تسري في ظلام ... بسهب كالعباية صحصحان [٣]

فقلت لها كلانا نقض أرض ... أخو سفر فصدّي عن مكاني [٤]

فصدّت وانتحيت لها بعضب ... حسام غير مؤتشب يماني [٥]

فقدّ سراتها والبرك منها ... فخرّت لليدين وللجران [٦]

فقالت زد فقلت رويد إنّي ... على أمثالها ثبت الجنان [٧]

شددت عقالها وحططت عنها ... لأنظر غدوة ماذا دهاني

إذا عينان في وجه قبيح ... كوجه الهرّ مشقوق اللسان

ورجلا مخدج ولسان كلب ... وجلد من فراء أو شنان [٨]

وأبو البلاد هذا الطهوي كان من شياطين الأعراب، وهو كما ترى يكذب وهو يعلم، ويطيل الكذب ويحبّره. وقد قال كما ترى: [من الوافر]


[١] الأبيات لأبي البلاد الطهوي في الحماسة البصرية ٢/٣٩٧، وينسب بعضها إلى تأبط شرا في نهاية الأرب ١/٤٠٥، وانظر الأغاني ٢١/١٣٤، ومعجم البلدان (رحى بطان) .
[٢] رحى بطان: موضع في بلاد هذيل.
[٣] السهب: ما بعد من الأرض واستوى. العباية: العباءة. الصحصحان: ما استوى من الأرض.
[٤] النقض: المهزول.
[٥] المؤتشب: المخلوط، وأراد أنه خالص النسب.
[٦] السراة: الظهر. البرك: الصدر. الجران: باطن العنق.
[٧] الثبت: الثابت. الجنان: القلب.
[٨] المخدج: الناقص الخلق. الفراء: جمع فرو. الشنان: جمع شن، وهو القربة الخلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>