للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشاة إذا كانت كذلك فلها غلّة نافعة تقوم بأهل البيت.

والنعال البقريّة من السّبت [١] وغير السّبت مقسوم نفعها بين الماعز والبقر، لأن للشّرك [٢] من جلودها خطرا. وكذلك القبال والشّسع [٣] .

ووصف حميد بن ثور جلدا من جلودها، فقال [٤] : [من الطويل]

تتابع أعوام علينا أطبنها ... وأقبل عام أصلح الناس واحد

وجاءت بذي أونين مازال شاته ... تعمّر حتى قيل هل مات خالد

وقال راشد بن سهاب [٥] : [من الطويل]

ترى رائدات الخيل حول بيوتنا ... كمعزى الحجاز أعوزتها الزّرائب

١٥٧٨-[لحم الماعز والضأن]

ومن منافعها الانتفاع بشحم الثرب والكلية، وهما فوق شحم الألية. وإذا مدحوا اللحم قالوا: لحم الماعز الخصيّ الثّنيّ! وقال الشاعر [٦] : [من الوافر]

كأن القوم عشّوا لحم ضأن ... فهم نعجون قد مالت طلاهم

والممرورون الذين يصرعون، إذا أكلوا لحم الضأن اشتدّ ما بهم، حتى يصرعهم ذلك في غير أوان الصرع.

وأوان الصّرع الأهلّة وأنصاف الشهور. وهذان الوقتان هما وقت مدّ البحر وزيادة الماء. ولزيادة القمر إلى أن يصير بدرا أثر بين في زيادة الدّماء والأدمغة، وزيادة جميع الرطوبات [٧] .


[١] السبت: الجلد المدبوغ.
[٢] الشرك: جمع شراك، وهو سير النعل.
[٣] قبال النعل: زمام بين الإصبع الوسطى والتي تليها. الشسع: السير الذي يدخل في الثقب الكائن في صدر النعل.
[٤] ديوان حميد بن ثور ٦٧، وفيه «هزلنها» مكان «أطبنها» ، و «ينعش» مكان «أصلح» .
[٥] وهم الجاحظ؛ فالبيت للأخنس بن شهاب في المفضليات ٢٠٦، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٧٢٤، وللحماسي في الأساس (زرب) .
[٦] البيت لذي الرمة في ملحق ديوانه ١٠٩٧، وتقدم في ٤/٤٠٧، الفقرة (١١٦١) .
[٧] الفقرة من قوله: «والممرورون الذين يصرعون» في عيون الأخبار ٢/٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>