وغيضة في التماس الصيد، يزعمون أنّ أجناسا من الطير الأوابد والقواطع، تلتقي على المياه فتتسافد؛ وأنّهم لا يزالون يرون أشكالا لم يروها قطّ، فيقدّرون أنّها من تلاقح تلك المختلفة.
١٠٧-[زعم بعض الأعراب في الحرباء]
وقال أبو زيد النحويّ، وذكر عمّن لقي من الأعراب أنّهم زعموا أنّ ذكر أمّ حبين هو الحرباء. قال: وسمعت أعرابيّا من قيس يقول لأمّ حبين حبينة، والحبينة هو اسمها. قال: وقيس تسمّي ذكر العظاءة العضرفوط.
وقال يحيى الأغرّ: سمعت أعرابيا يقول: لا خير في العظاءة، وإن كان ضبّا مكونا. قال: فإذا سامّ أبرص، والورل، والوحر، والضّبّ والحلكاء. كلّها عنده عظاءة.
١٠٨-[تسافد الثعلب والهرّة الوحشية]
وزعم يحيى بن نجيم أنّ الثعلب يسفد الهرة الوحشية، فيخرج بينهما ولد.
وأنشد قول حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه:[من المتقارب]
أبوك أبوك وأنت ابنه ... فبئس البنيّ وبئس الأب «٢»
وأمّك سوداء نوبيّة ... كأنّ أناملها العنظب «٣»
يبيت أبوك بها معرسا ... كما ساور الهرّة الثعلب
وأنشد أبو عبيدة قول عبد الرحمن بن الحكم:[من الوافر]
ألا أبلغ معاوية بن حرب ... مغلغلة عن الرجل اليماني «٤»
أتغضب أن يقال أبوك عفّ ... وترضى أن يقال أبوك زاني