للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكانوا يزعمون أنّ الجنّ هي التي تصدّ الثّيران عن الماء حتى تمسك البقر عن الشرب حتى تهلك، وقال في ذلك الأعشى: [من الطويل]

فإنّي وما كلّفتموني- وربّكم- ... لأعلم من أمسى أعقّ وأحربا «١»

لكالثّور والجنّيّ يضرب ظهره ... وما ذنبه أن عافت الماء مشربا

وما ذنبه أن عافت الماء باقر ... وما إن تعاف الماء إلّا ليضربا

كأنّه قال: إذا كان يضرب أبدا لأنها عافت الماء، فكأنّها إنما عافت الماء ليضرب.

وقال يحيى بن منصور الذّهليّ في ذلك: [من الطويل]

لكالثّور والجنيّ يضرب وجهه ... وما ذنبه إن كانت الجنّ ظالمه

وقال نهشل بن حرّيّ: [من الوافر]

أتترك عارض وبنو عديّ ... وتغرم دارم وهم براء «٢»

كدأب الثّور يضرب بالهراوى ... إذا ما عافت البقر الظّماء

وكيف تكلّف الشّعرى سهيلا ... وبينهما الكواكب والسّماء

٦-[ذنب العطرق]

وقال أبو نويرة بن الحصين، حين أخذه الحكم بن أيّوب بذنب العطرّق: [من الطويل]

أبا يوسف لو كنت تعلم طاعتي ... ونصحي إذن ما بعتني بالمحلّق «٣»

ولا ساق سرّاق العرافة صالح ... بنيّ ولا كلّفت ذنب العطرق

وقال خداش بن زهير حين أخذ بدماء بني محارب: [من الطويل]

أكلّف قتلى معشر لست منهم ... ولا دارهم داري ولا نصرهم نصري

<<  <  ج: ص:  >  >>