وقال صاحب الكلب: في وصيّة عثمان الخيّاط للشّطّار اللّصوص: إيّاكم إيّاكم وحبّ النّساء وسماع ضرب العود، وشرب الزّبيب المطبوخ، وعليكم باتّخاذ الغلمان؛ فإنّ غلامك هذا أنفع لك من أخيك، وأعون لك من ابن عمّك، وعليكم بنبيذ التّمر، وضرب الطّنبور، وما كان عليه السلف واجعلوا النّقل باقلّاء، وإن قدتم على الفستق، والرّيحان شاهسفرم «١» ، وإن قدرتم على الياسمين. ودعوا لبس العمائم وعليكم بالقناع. والقلنسوة كفر، والخف شرك، واجعل لهوك الحمام، وهارش الكلاب وإيّاك والكباش واللّعب بالصّقورة والشّواهين، وإيّاكم والفهود.
فلما انتهى إلى الديك قال: والدّيك فإنّ له صبرا ونجدة، وروغانا وتدبيرا، وإعمالا للسّلاح، وهو يبهر بهر الشّجاع.
ثم قال: وعليكم بالنّرد ودعوا الشّطرنج لأهلها، ولا تلعبوا في النّرد إلا بالطويلتين. والودغ «٢» رأس مال كبير، وأوّل منافعه الحذق باللّقف «٣» .
ثمّ حدّثهم بحديث يزيد بن مسعود القيسيّ.
٥٥٤-[كراهية ما يصيده الكلب الأسود البهيم]
وقال صاحب الديك: ذكر محمّد بن سلّام عن يحيى بن النضر، عن أبي أميّة عبد الكريم المعلّم قال: كان الحسن بن إبراهيم يكره صيد الكلب الأسود البهيم.
٥٥٥-[قصيدة ابن أبي كريمة في صفة صيد الكلب]
وأنشد صاحب الكلب قول أحمد بن زياد بن أبي كريمة في صفة صيد الكلب، قصيدة طويلة أوّلها «٤» : [من الطويل]
وغبّ غمام مزّقت عن سمائه ... شاميّة حصّاء جون السّحائب «٥»
مواجه طلق لم يردّد جهامه ... تذاؤب أرواح الصّبا والجنائب