وحمل ناس أبا الحلال الهدادي على الفيل أيّام الحجّاج، فتمنّع وأنشأ يقول:
[من الطويل]
أأركب شيطانا ومسخا وهضبة ... إلا إنّ رأيي قبل ذاك مضلّل
فقالوا له: لو علوته ما كان عندك إلّا كالبغل! فلما علاه صاح: الأرض الأرض! فلما خافوا أن يرمي بنفسه وهو شيخ كبير، أنزلوه، فقال بعد ذلك في كلمة له «١» :
[من الطويل]
وما كان تحتي يوم ذلك بغلة ... ولكنّ جلبا من رفيع السّحائب
وقال بعض المتحدثين والمملّحين في بعض النساء «٢» : [من الهزج]
أرادت مرّة بيتا ... لها فيه تماثيل
فلما أبصرت سترا ... لوجهيه تهاويل
وفيه الفيل منقوشا ... وفي مشفره طول
قالت: انزعوا الستر ... فلا يأكلني الفيل
وقال خلف بن خليفة الأقطع، حين ذكر الأشراف الذين يدخلون على ابن هبيرة: [من المتقارب]
وقامت قريش قريش البطاح ... مع العصب الأول الدّاخله
يقودهم الفيل والزّندبيل ... وذو الضّرس والشّفة المائله
الفيل والزّنذبيل: أبان والحكم، ابنا عبد الملك بن بشر بن مروان، وذو الضّرس: خالد بن سلمة المخزومي الخطيب، وهو ذو الشّفة، قتل مع يزيد بن عمر ابن هبيرة فيمن قتل.
وقد فصل خلف بن خليفة الفيل من الزّندبيل، ولم يفسّر. وقد اختلفوا في ذلك، وسنذكره إذا جرّ سببه إن شاء الله تعالى.
الفيل، المعروف بهذا الاسم. ويقال رجل فيل إذا كان في رأيه فيالة، والفيالة: