للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيا ليت شعري هل أزورنّ بلدة ... قليل بها أوباشها وسنيدها [١]

وهل أسمعنّ الدّهر أصوات ضمّر ... تطالع بالركبان صعرا خدودها [٢]

وهل أرينّ الدهر نارا بأرضها ... بنفسي وأهلي أرضها ووفودها

تراطن حولي كلما ذرّ شارق ... ببغداد أنباط القرى وعبيدها

وقال آخر: [من البسيط]

لا بارك الله في البرغوث، إن له ... لذعا شديدا كلذع الكيّ بالنار

أقول والنجم قد غارت أوائله ... وغلّس المدلج الساري بأسحار [٣]

لبرقة من براق الحزن أعمرها ... فيها الظّباء تراعي غبّ أمطار [٤]

أشفى لدائي من درب به نبط ... ومنزل بين حجّام وجزّار

من ينحر الشّول لا يخطي قوائمها ... بمدية كشرار النار بتّار [٥]

وقال آخر: [من الخفيف]

إنّ هذا المصلوب لا شك فيه ... هو من بعد صلبه مبعوث

حلّ من حيث ليس يأكله ال ... بقّ ولا يهتدي له البرغوث

بين حنوي مطيّة إن يسقها ... سائقاها فذاك سير مكيث [٦]

فعليه الدبار والخزي لمّا ... قلت من ذا فقال لصّ خبيث [٧]

وقال أبو الرماح الأسديّ [٨] : [من الطويل]

تطاول بالفسطاط ليلي ولم يكن ... بحنو الغضا ليل عليّ يطول

يؤرّقني حدب صغار أذلة ... وإن الذي يؤذينه لذليل

إذا جلت بعض الليل منهن جولة ... تعلّقن بي أو جلن حيث أجول


[١] الأوباش: الأخلاط من الناس. السنيد: الدعي.
[٢] الضمّر: الإبل الضامرة. الأصعر: المائل.
[٣] غلس: سار في الغلس وهو ظلمة آخر الليل. المدلج: الذي يسافر ليلا.
[٤] البرقة: غلظ فيه حجارة ورمل وطين. أعمرها: أسكنها. تراعي: ترعى مع سواها. غب الشيء:
بعده.
[٥] الشول: الإبل التي نقصت ألبانها. المدية: الشفرة. البتار: القطّاع.
[٦] الحنو: كل شيء فيه اعوجاج. المكيث: البطيء.
[٧] الدبار: الهلاك.
[٨] الأبيات في ديوان المعاني ٢/١٥٠، وربيع الأبرار ٥/٤٨٠، ونهاية الأرب ١٠/٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>