أحبّ أن أصطاد ضبّا سحبلا ... أو جرذا يرعى ربيعا أرملا
فجعله أرمل لا زوجة له ليكون أسمن له؛ لأنّ كثرة السفاد مما يورث الهزال، ولا يكثر سفاده إلّا من شدّة غلمته.
وهجا أعرابيّ صاحبه حين أكل لحم سوء غثّ فقال:[من الرجز]
أكلته من غرث ومن قرم ... كالورل السافد يغنى بالنّسم «١»
لأنّ لحم الورل لا يشبه لحم الضبّ، وهم لا يرغبون في أكله لأنه عضل مسيخ، ولأنهم كثيرا ما يجدون في جوفه الحيّات والأفاعي. وله ذنب سمين، وذلك عامّ في الأذناب، وإن رأيتها في العين كأنها عضل. فإذا كان لحمها كذلك، ثم كان في زمن هيجه وسفاده كان شرّا له.
وللورل في السّفاد ما يجوز به حدّ الجمل والخنزير.
قال: والنسم هو النّسيم في هذا المكان.
وقالت أمّ فروة القرنية «٢» : [من الطويل]
نفى نسم الرّيح القذى عن متونه ... فما إن به عيب تراه لشارب
وأنا أعلم أني لو فسّرت لك معاني هذه الأشعار وغريبها، لكان أتمّ للكتاب وأنفع لمن قرأ هذه الأبواب، ولكني أعرف ملالة الناس للكتاب إذا طال. قال الشاعر «٣» يهجو من قراه لحم كلب: [من الطويل]