قال صاحب الكلب: إنما يذكرون في هذا الباب السّباع المنعوتة بالمخالب وطول الأظفار، كما ذكر الهرّ وابن آوى. والكلب ليس يوصف بالمخالب، وليس أنّ الهر أقوى منه. ألا ترى أوس بن حجر قال في ذلك:[من البسيط]
كأنّ هرّا جنيبا عند مغرضها «٣»
فذكر الموضع الذي يوصف بالخلب والخدش والخمش والتظفير، فلما أراد أن يفزّعها ويثوّرها حتى تذهب جافلة في وجهها، أو نادّة، أو كأنّها مجنونة من حاق المرح والنشاط قال:[من البسيط]
والتفّ ديك برجليها وخنزير «٤»
وقال أبو النجم:[من الرجز]
لو جرّ شنّ وسطها لم تحفل ... من شهوة الماء ورزّ معضل «٥»
ولو قال أوس:
والتفّ شنّ برجليها وخنزير
لكان جائزا، لولا يبس الشنّ وقحوله، وأنّه ليس مما يلتوي على رجليها. وقال آخر:[من الطويل]
كأنّ ابن آوى موثق تحت غرزها ... إذا هو لم يكلم بنابيه ظفّرا