فما ثعلب إلّا ابن أخت ثعالة ... وإنّ ابن أخت اللّيث ريبال أشبل
ولن تجد الآساد أخوال ثعلب ... إذا كانت الهيجا تلوذ بمدخل
فهذا من الثعلب. وقال مزرّد بن ضرار: [من الطويل]
وإنّ كناز اللّحم من بكراتكم ... تهرّ عليها أمّكم وتكالب «١»
وليت الذي ألقى فناؤك رحله ... لتقريه بالت عليه الثعالب
فقد وضع الثعلب كما ترى بهذا الموضع الذي كفاك به نذالة. قال ابن هرمة:
[من الوافر]
فما عادت بذي يمن رؤوسا ... ولا ضرّت لفرقتها نزارا «٢»
كعنز السّوء تنطح من خلاها ... وترأم من يحدّ لها الشّفارا
وهذا قول الشاعر في العنز. وقال ابن أحمر: [من البسيط]
إنا وجدنا بني سهم وجاملهم ... كالعنز تعطف روقيها فترتضع «٣»
وقال الفرزدق: [من الطويل]
على حين لم أترك على الأرض حيّة ... ولا نابحا إلا استقرّ عقورها
وكان نفيع إذ هجاني لأهله ... كباحثة عن مدية تستثيرها «٤»
فهذا قولهم في العنز. ولا نعلم في الأرض أقلّ شرّا ولا أكثر خيرا من شاة.
وقال الخريميّ: [من البسيط]
يا للرجال لقوم قد مللتهم ... أرى جوارهم إحدى البليّات «٥»
ذئب رضيع وخنزير تعارضها ... عقارب وجنت وجنا بحيّات
ما ظنّكم بأناس خير كسبهم ... مصرّح السّحت سمّوه الأمانات