عوى في سواد الليل بعد اعتسافه ... لينبح كلب أو ليفزع نوّم
فجاوبه مستسمع الصوت للقرى ... له مع إتيان المهبّين مطعم
يكاد إذا ما أبصر الضيف مقبلا ... يكلّمه من حبّه وهو أعجم
وقال ذو الرّمّة: [من الطويل]
به الذئب محزونا كأنّ عواءه ... عواء فصيل آخر الليل محثل»
وقال آخر: [من الرجز]
ومنهل طامسة أعلامه ... يعوي به الذئب وتزقو هامه
وقال عقيل بن علّفة يهجو زبّان بن منظور: [من البسيط]
لا بارك الله في قوم يسودهم ... ذئب عوى وهو مشدود على كور «٣»
لم يبق من مازن إلّا شرارهم ... فوق الحصى حول زبّان بن منظور
وقال غيلان بن سلمة: [من الكامل]
ومعرّس حين العشاء به ... الحبس فالأنواء فالعقل
قد بثّه وهنا وأرّقني ... ذئب الفلاة كأنّه جذل
فتركته يعوي بقفرته ... ولكلّ صاحب قفرة شكل
بتنوفة جرداء يجزعها ... لحب يلوح كأنّه سحل «٤»
وقال مغلّس بن لقيط: [من الطويل]
عوى منهم ذئب فطرّب عاديا ... على فعليات مستثار سخيمها «٥»
إذا هنّ لم يلحسن من ذي قرابة ... دما هلست أجسادها ولحومها
وقال الأحيمر السعديّ: [من الطويل]
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... وصوّت إنسان فكدت أطير «٦»