كفيت العفاة طلاب القرى ... ونبح الكلاب لمستنبح
ترى دعس آثار تلك المطيّ ... أخاديد كاللّقم الأفيح
ولو كنت في نفق زائغ ... لكنت على الشرك الأوضح
وفي مثل ذلك، وليس في ذكر إلف الكلاب، ولكنّه مما ينبغي أن يكون مجموعا إلى هذه الأشعار، وبك إلى ذلك حاجة شديدة، قال أميّة بن أبي الصّلت:
[من الخفيف]
لا الغيابات منتواك ولكن ... في ذرى مشرف القصور ذراكا «٢»
وقال البزّار الحلّيّ، في المعنى الأول: [من الرمل]
ألف الناس فما ينبحهم ... من أسيف يبتغي الخير وحرّ «٣»
وقال عمران بن عصام: [من المتقارب]
لعبد العزيز على قومه ... وغيرهم منن غامره «٤»
فبابك ألين أبوابهم ... ودارك آهلة عامره
وكلبك آنس بالمعتفين ... من الأمّ بابنتها الزّائره
وكفّك حين ترى السائلي ... ن أندى من اللّيلة الماطره
فمنك العطاء ومنّا الثّناء ... بكلّ محبّرة سائره
وقال هلال بن خثعم: [من الطويل]
إنّي لعفّ عن زيارة جارتي ... وإنّي لمشنوء إليّ اغتيابها «٥»
إذا غاب عنها بعلها لم أكن لها ... زؤورا ولم تأنس إليّ كلابها