في حلق الصّفر وفي أسياره ... منضمّة قصراه من إضماره «١»
قد نحت التسهيم من أقطاره ... من بعد ما كان إلى أصباره «٢»
غضّا غذته الجور من عشاره ... أيّام لا يحجب عن أظآره «٣»
وهو طلا لم يدن من إشغاره ... في منزل يحجب عن زوّاره
يساس فيه طرفي نهاره ... حتّى إذا أحمد في اختباره
وآض مثل القلب من نضاره ... كأنّ خلف ملتقى أشفاره «٤»
جمر غضى يدمن في استعاره ... كأنّ لحييه لدى افتراره
شك مسامير على طواره ... يضمّ قطريه من اضطباره «٥»
وإن تمطّى تمّ في أشباره ... عشر إذا قدّر في اقتداره
سمع إذا استروح لم تماره ... إلا بأن يطلق من عذاره «٦»
فانصاع كالكوكب في انحداره ... لفت المشير موهنا بناره
شدّا إذا أحصف في إحضاره ... خرّق أذنيه شبا أظفاره
حتى إذا ما انساب في غباره ... عافره أخرق في عفاره «٧»
فتلتل المفصل من فقاره ... وشقّ عنه جانبي صداره
ما خير للثّعلب في ابتكاره
[٢] وقال في كلب سليمان بن داود الهاشميّ- وكان الكلب يسمى زنبورا:
[من الرجز]
إذا الشياطين رأت زنبورا ... قد قلّد الحلقة والسّيورا «٨»
دعت لخزّان الفلا ثبورا ... أدفى ترى في شدقه تأخيرا «٩»
ترى إذا عارضته مفرورا ... خناجرا قد نبتت سطورا «١٠»