للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين الأطرغلّة «١» والشّقراق «٢» قتال؛ لأنّه يقتل الأطرغلّة ويطالبها.

وبين العنكبوت والعظاية «٣» عداوة، والعظاية تأكل العنكبوت.

وعصفور الشّوك يعبث بالحمار، وعبثه ذلك قتّال له؛ لان الحمار إذا مرّ بالشوك وكانت به دبرة «٤» أو جرب تحكّك به، ولذلك متى نهق الحمار سقط بيض عصفور الشوك، وجعلت فراخه تخرج من عشّها. ولهذه العلّة يطير العصفور وراء الحمار وينقر رأسه.

والذئب مخالف للثّور والحمار والثعلب جميعا، لأنّه يأكل اللحم النّيء ولذلك يقع على البقر والحمير والثعالب.

وبين الثعالب والزّرّق «٥» خلاف لهذه العلّة؛ لأنّهما جميعا يأكلان اللحم.

والغراب يخالف الثّور؛ ويخالف الحمار جميعا، ويطير حولهما، وربّما نقر عيونهما. وقال الشاعر: [من الرجز]

عاديتنا لازلت في تباب ... عداوة الحمار للغراب

ولا أعرف هذا من قول صاحب المنطق؛ لأنّ الثعلب لا يجوز أن يعادي من بين أحرار الطّير وجوارحها الزّرّق وحده، وغير الزّرّق آكل اللّحم. وإن كان سبب عداوته له اجتماعهما على أكل اللّحم، فليبغض العقاب من الطير، والذئب من ذوات الأربع؛ فإنّها آكل للّحم. والثّعلب إلى أن يحسد ما هو كذلك أقرب، وأولى فى القياس، فلو زعم أنّه يعمّ أكلة اللّحم بالعداوة، حتّى يعطى الزّرّق من ذلك نصيبه، كان ذلك أجوز. ولعلّ المترجم قد أساء في الإخبار عنه.

قال: والحيّة تقاتل الخنزير، وتقاتل ابن عرس، وإنّما تقاتل ابن عرس إذ كان مأواهما في بيت واحد، وتقاتل الخنزير لأنّ الخنزير يأكل الحيّات. ويزعمون أنّ الذي يأكل الحيّات القنافذ، والأوعال، والخنازير، والعقبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>