للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قوله: وعقّ الولد، فإنّ المرأة إذا صبّحتهم الخيل، ونادى الرجال يا صباحاه! ذهلت عن ولدها، وشغلها الرّعب عن كلّ شيء «١» . فجعل تركها احتمال ولدها والعطف عليه في تلك الحالة، عقوقا منها، وهو قولهم: نزلت بهم أمور لا ينادى وليدها «٢» ، وإنّما استعاروا هذه الكلمة فصيّروها في هذا الموضع من هذا المكان.

وقد ذكر ذلك مزرّد بن ضرار وغيره، فقال: [من الطويل]

تبرّأت من شتم الرجال بتوبة ... إلى الله مني لا ينادى وليدها «٣»

وقال الآخر: [من الطويل]

ظهرتم على الأحرار من بعد ذلّة ... وشقوة عيش لا ينادى وليدها

والذي يخرسه إفراط البرد، وإلحاح المطر، كما قال الهذليّ: [من البسيط]

وليلة يصطلي بالفرث جازرها ... يختص بالنّقرى المثرين داعيها «٤»

لا ينبح الكلب فيها غير واحدة ... من الصّقيع، ولا تسري أفاعيها

وقال ابن هرمة: [من الخفيف]

واسأل الجار والمعصّب والأضيا ... ف وهنا إذا تحيّوا لديّا «٥»

كيف يلقونني إذا نبح الكل ... ب وراء الكسور نبحا خفيّا

وقال آخر: [من المتقارب]

إذا عمي الكلب في ديمة ... وأخرسه الله من غير صرّ «٦»

<<  <  ج: ص:  >  >>